للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعتمد على هذه الكتب، بل التباين كبير جدّا، وفي حالات كثيرة يتضح الطابع الزمنى المبكر للترجمات التى استعملها جابر. ولما كنا، بفضل اكتشافات كراوس لنماذج أخرى، نعلم أن جابرا يقتبس عن مصادره حرفيّا، ولما كان هذا يتضح أكثر ما يتضح فى اقتباساته عن «مصحف» ال، placita فليس لنا خيار إلا أن نسلم بأن جابرا يذكر مصادره اليونانية الأصيلة، بل الأبواب والفصول بدقة ويقتبس عنها حرفيّا وأن ما استعمل من ترجمات هي في الواقع غير الترجمات التي وصلت إلينا من ترجمات القرن الثالث/ التاسع.

ومجمل القول، إن مقارنة اقتباسات جابر بالترجمات التي وصلت إلينا تقدّم أدلة جديدة على أن زمن التأليف يرجع إلى القرن الثاني للهجرة. صحيح أن كراوس لم يعرف الترجمات المحفوظة لكتب الإسكندر الأفروديسي. لكنه لم يدرك أيضا، على ما يبدو، أهمية مقارنة الاقتباسات التي في المجموع بالترجمات التى عرفها لكتب أرسطوطوليس وجالينوس، يشذ عن ذلك مقارنته بين اقتباسات جابر وبين طوبيقا أرسطوطاليس، ولم يستنبط من النتيجة أي استنتاج، كل ما هنالك قوله إنها: «ليست اقتباسات حرفية (١)».

(٥) أما بخصوص استنتاجه بأن الخوارزمى- إذا سلم بالقرن الثانى على أنه زمن تأليف كتب جابر- لا يعود من الممكن اعتباره أول من أدخل الحساب الهندي إلى وسط الحضارة الإسلامية- العربية، فلا بد من طرح السؤال: أين هي القرائن أو البيانات التاريخية التى تدل على أن الخوارزمى قام بهذا الدور أصلا؟ (٢) أليس هذا، مرة أخرى، مجرد فرضية لا أساس لها؟

(٦) أما الرأي الذي يفيد- مع التسليم بأصالة كتب جابر- أن مدرسة حنين لم تعط المصطلح العلمي طابعه النهائي، فيتصل بالفكرتين المذكورتين تحت رقم (٣)


(١) كراوس II ص ٣٢٠.
(٢) انظر التفاصيل في المجلد الخامس من. gas