للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا وينبغي التنبيه إلى عنصر مميز آخر يتعلق بتأثير زوسيموس في تاريخ الكيمياء، ألا وهو فكرة التقدم في المعرفة العلمية التي طالما ذكرها جابر خاصة (١).

فالأمر عند زوسيموس لا يعدو تقدما يمتد من الماضي وحتى عصره ولم يراع زوسيموس، خلافا لجابر ومصادره الأخرى، أمر التقدم في المستقبل (انظر بعده ص ١٠٥).

وهكذا، فليس هناك مجال للشك إطلاقا في أن منزلة زوسيموس بالنسبة لكيمياء ما قبل الإسلام كانت منزلة السيادة، وأنه يمكن الكشف عنده عن نمط كيميائي قائم على أساس فلسفي. ومع هذا، فمن الخطأ التام- فضلا عن معارضته لحقائق التاريخ أن يعتبر الزمن الذي تلاه حتى نشوء الكيمياء العربية، أن يعتبر حقبة المقلدين (٢).

بل حتى ولو لم يكن بين أيدينا نصوص يونانية وفيرة، فهناك قرائن كثيرة بعد، تمكّن من ملاحظة التطور المستمر في الكيمياء، حيث استعملت فيها العناصر الفلسفية باطراد. وسيكون لنا، بمناسبة الكلام عن مصادر علم جابر، كلام مسهب حول هذا التطور الذي بدأ عند متأخري الأفلاطونيين المحدثين، وبدأ في مدارس أخرى كانت في الشرق الأدنى (انظر بعده ص ٢٢٢ وما يليها).

ولا بد هنا من الإشارة إلى حقيقة بالنسبة لتاريخ الكيمياء، هي أن الكتب اليونانية الهرمسية التي وصلت إلينا ترجع بشكل رئيسي إلى زمن ما قبل زوسيموس، وأن هذا التحديد الزمني مسلّم به بوجه عام (انظر بعده ص ٤٢). لكن الكتب المزيفة التي كانت أكثر الكتب إبداعا وأغناها أثرا على التطور الذي استمر مطردا وهي ترجع في الغالب إلى القرون الأخيرة قبل الإسلام، بقيت- حسبما أرى- بالنسبة لمؤرخي الكيمياء مجهولة بشكل عام. ولربما أمكن إدراك أهميتها خاصة إذا ما استعملت لدراسة


(١) كراوس II ص ٥٤.
(٢)»
afterzosimosween tertheperiodofth eepigonesinwhich thecorpusofalche micalliterature asweknowitisfina llycodifiedandco mmenteduponbyaho stofauthors, whohavenothing newtocontribute. theyaremainlyneo- platonistsorgnos tics, towhomalchemyisp artof theirreligio- philosophicaldoc trine. originalcontribu tionstoalchemybe gintoflowagain whenthearabscien tistsenterthesce ne» (r. j. forbes. theoriginofalche myinchymia ٤/ ١٩٥٣/ ١٠) .