نشأة الكيمياء العربية. هذا، ويبدو أن الكيمياء بدأت عند العرب بالترجمات التي يرجع أقدمها- والتي نعرف منها شيئا ما- إلى عام ٣٨ هـ/ ٦٣٩ م كما سبق ذكره. ولا نعلم حتى الآن فيما إذا كان للعرب في العهد الوثني ثمة فكرة حول محاولة تحويل المعادن. فلو أنّا، أو بالأحرى طالما أننا وثقنا بالبيانات المتعلقة بأطبائهم وعلاقات هؤلاء بمدرسة جنديشابور، فإنا نستطيع التسليم كذلك بأن أولئك الأطباء قد تلقوا معارفهم عن العقاقير في تلك المدرسة؛ ولقد كان من بين تلك العقاقير البوراق والنطرون والنشادر والترياق.
ومن المحتمل أن تقدم القصائد العربية القديمة قرائن تفيد في دراسة مقبلة. أما ما ثبت الى الآن فهو فقط أن الشاعر الأموي الأخطل (ت ٩٠ هـ/ ٧٠٨ م) قد ذكر الإكسير في إحدى قصائده (١). ونظرا لاشتغال الأمير الأموي خالد بالكيمياء وطلبه أن تترجم الكتب الكيميائية، فباستطاعتنا- على الأرجح- أن نفترض أنه كان هناك قبل ذلك تصور ما عن تحويل المعادن، ربما عرف بمصطلح «الكيمياء».
وربما ساهمت دراسة ترجمات رسائل زوسيموس التي أنجزت عام ٣٨ هـ/ ٦٥٩ م في إيضاح خطبة البيان المنسوبة إلى «أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه»(ت ٤٠ هـ/ ٦٦١ م)، مؤدى هذه الخطبة أن عليّا (كرم الله وجهه) سئل هل للكيمياء وجود، فأجاب بنعم، وتظهر إجاباته على الأسئلة الأخرى فهما أوليّا لموضوع تحويل المعادن. وهذه المعرفة بدورها ليست واسعة إلى درجة توجب استبعادها لدى أحد الخلفاء، سيّما وأن عليّا (كرم الله وجهه) كان من أكثر من حوله معرفة واطلاعا. والأمر المشكل هو- كما يبدو- استعمال كلمة الكيمياء. وهنا ينبغي أن نعيد إلى الأذهان تلك المحادثة التي دارت بين محمد بن عمرو بن العاص وبين خالد بن يزيد وقد ورد لفظ «الكيمياء» فيها أيضا (انظر قبله ص ٥). وعند السؤال عن الزمن الذي ثبتت لنا
(١) أبو هلال العسكرى، «كتاب الصناعتين». اسطانبول ١٩٣١ ص ٥٥، م. ي. هاشمي) ١٣٦ - ١٣٣/ ١٩٥٨ /٨٢ uberdasel -ixier: chemikerzeitung في الإكسير) وله كذلك th ebeginningofarab alchemy في.١٥٨/ ١٩٦١ /٩ ambix