للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١) ومما ينبغي أن يقال بالنسبة لرأي كراوس- المذكور في حاشية هذه الصفحة- والذي يفيد أن جابرا استأنف الأخذ بالمفهوم الإسماعيلي للإمامة كاملا وأن هذا- لأسباب تاريخية زمنية- يدل على الزيف، مما ينبغي أن يقال هنا إن هذا لا يصلح أن يكون حجة على زمن التأليف في القرن الثاني/ الثامن. فموقف كراوس الذى أهمل أن يكون المذهب الإسماعيلى قد استكمل تكوينه مبكرا، مع أن هذا الأمر قد أجمع (١) عليه فى الدراسات الحديثة وقبل ظهور دراسات تتعلق بجابر، إن موقفه هذا تتناقص مبرراته باستمرار وبخاصة من خلال ما استنبط من مصادر قديمة العهد جدّا ومكتشفة حديثا. وقد نبه مادلونغ (٢)

madelung

، أكثر ما نبه إليه من بين مصادر كثيرة أخرى، إلى أهمية «كتاب الرد على الروافض» للزيدى القاسم بن إبراهيم الرسي (ولد عام ١٦٩ هـ/ ٧٨٥ م؛ توفي عام ٢٤٦ هـ/ ٨٦٠ م، انظر المجلد الأول من gas ص ٥٦١) بالنسبة لتاريخ الإسماعيليين المبكر ونحن نعلم من خلال هذه الرسالة أن الإسماعيليين كانوا يسمون فى أول أمرهم «المباركية». وقد قدم مادلونغ مادة قيمة تتعلق بالصلة بين «المباركية» هذه وبين «الخطابية» والقرامطة؛ أخذها من «كتاب المقالات والفرق» ل سعد بن عبد الله القمي (توفى عام ٣٠١ هـ/ ٩١٤ م، انظر المجلد الأول من gas ص ٥٣٨). كما رجع مادلونغ فى دراسته إلى كتاب قديم آخر هو «كتاب الرشد والهداية» يظن ivanow أنه من كتب القرن الثاني/ الثامن (٣). وهو مهم جدّا بالنسبة لاستكمال المصطلح الإسماعيلى المبكر.

أما فيما يتعلق بكلام جابر في كتابه «الخمسين» فيظهر أنه ما كان يعرف بعد أن التسمية «الإسماعيلية» هي خاصة بأتباع إسماعيل أو محمد بن إسماعيل. بل إنه


(١) انظر فيما يتعلق بدور مأمون القداح (ت: نحو عام ١٨٠ هـ) ودور ولده عبد الله مقال» clhuart: الإسماعيلية ismailiya «في ii'ei: ص: ivanow؛ ٥٨٧ الزمن الذي نشأ فيه المذهب الإسماعيلي، القرن الثاني- الثالث الهجري (القرن ٨ - ٩ الميلادي) كان الحقبة الحافلة بالاهتمام الكبير بالعلوم الطبيعية والفلسفة اليونانية، ei) « ... تتمة ص ١٠٤).
(٢)
w. madelung, dasimamatinderfr uhenismailitisch enlehrein: islam ٣٧/ ١٩٦١/ ٤٣ - ١٣٥.
(٣) madelung في المصدر المذكور له آنفا، ص ٥٢، وانظر المجلد الأول من gas ص ٥٨٣.