للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استعمل كلمة «الشيعة» (١) وربما قصد بها جمهور مختلف الشيعة، واستعمل فى موضع آخر كلمة «القوم» (٢) ولعله عني بها أتباع إسماعيل. كذلك فقد كان يعرف اللفظ «الغلاة» الدّال على متطرفي الشيعة (٣). فإذا ما التمست قرائن تنبئ عن ميول جابر الدينية فسيتبين أنه غير متحزب إطلاقا، اللهم إن لم يعط تعاطفه مع أستاذه جعفر الصادق أهمية دينية بالدرجة الأولى. وقد ذكر وفي هذا الكتاب على أنه «سيدنا أبو عبد الله» (٤) وذكر علىّ فى خمسة مواضع سمي فيها «أمير المؤمنين» وفي موضع واحد فقط اقترن اسمه بالصلاة المألوفة عند الشيعة.

(٢) ومما ينبغى مناقشته فى هذا الصدد رأى كراوس أن جابرا حدد عدد الأئمة بسبعة. وقد أحال كراوس بذلك إلى موضع فى «كتاب إخراج ما فى القوة إلى الفعل» حيث الكلام عن رأي طائفة (ربما كانت القرامطة) أعربت عن أملها في ظهور الإشكال السباعية (٥)). ولقد سبق أن أشرنا إلى مدى تبكيت جابر لهذه الفكرة (انظر قبله ص ٢٦٥). وفي كتاب «الخمسين» (٦) يذكر تحديد الدور بستة أشخاص، ومع أن جابرا ذكر فى «كتاب البيان» أن العدد سبعة المعروف عند أشياء معينة، معلوم في الدين (أى فى الإسلام) على أنه خاص بالأئمة السبعة؛ لكنه يعلق على ذلك ملاحظا أنه ومع كل هذا فعندهم مهام أخرى، من مختلف الدرجات واجبه، لا بد من القيام بها مع القيادة السياسية والخدمة ... الخ (٧).


(١) مختار رسائل ص ٤٩٦ س ٦؛ ص ٤٩٩ س ١٣.
(٢) المصدر السابق ص ٤٩٣ س ١٤.
(٣) المصدر السابق ص ٤٩٩ س ١٥.
(٤) المصدر السابق ص ٤٩٤ س ٢.
(٥) انظر فيما يتعلق ب «أولو العزم السبعة «s iebenstandhaften عند القرامطة، مادلونغ madelung في مصدره المذكور له أعلاه، ص ٤٩.
(٦) «والقوم قد نسبوا لك دور ستة أشخاص وطائفة قالت: إن كان الأمر مستقيما من الأول إلى السادس كان الأمر منوطا في الأئمة، وإن كان الأمر مضطربا كان وجود الناطق» (مختار رسائل ص ٤٩٣ س ١٣ - ١٧).
(٧) «كتاب البيان» طبعة هولميارد ص ٢٣.