للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعلى كل حال فليس هناك ما يقال عن تحزب جابر.

(٣) يؤخذ من كلام كراوس السابق (ص ٢٦٦) تحت رقم (٣) أنه يربط على ما يظهر جابرا بالمذهب الإسماعيلى في طور من أطواره المتأخرة، والسر في الأمر أن جابرا (انظر قبله ص ٢٦٨) ذكر، عند ذكر العدد سبعة لدى المسائل الصنعوية والفلكية:

«وقال (زوسيموس) أيضا في السباعية قولا ليس مختصّا به وهو الذي عليه جميع فلاسفة المنجمين من أن الكواكب السبعة هي المدبرة لأمر العالم كله وكذلك جاء به الدين في الأئمة السبعة» (١).

ترى ألا يذهب كراوس بالنسبة لنص جابر هذا، بعيدا عند ما يذكر: «وهو يفصح، كالإسماعيليين والقرامطة، أن الأئمة السبعة ممثلون في الكون بالأراضي السبع والسموات السبع التي ذكرها القرآن وبالكواكب السبعة والأقاليم السبعة»؟

(٤) أما بالنسبة لهذا الرأى (انظر قبله ص ٢٦٧ حاشية تحت رقم (٤) فيحيل كراوس إلى «كتاب الخمسين» (٢) ويقول إن جابرا أكد بوضوح أن محمد بن إسماعيل هو «الإمام» الحقيقي وموسى «إمام» بالمعنى الظاهري لهذا اللفظ. وفي اعتقادى إما أن كراوس أساء فهم النص تماما أو أنه فسره خطأ.

لقد تكلم جابر في أربع حالات خلاف في مذهب الإمامة ثم تابع قائلا: «إن أمير المؤمنين (علي) هو الأول (إمام) فله الوصاية إلى اثنين لأجل المكافأة كأنه عالم بالعقبى (٣). وهي الحالة التي بين جعفر وزيد، فإن زيدا تكلم أنه أحق بالأمر (الإمامة) من جعفر لأنه عمه، وقال: «أمسكت عن أخي محمد ولكن أنا أحق من ابنه». وعلى ذلك رد جعفر الأمر إلى موسى بعد إسماعيل وعدل به عن محمد بن


(١) كتاب البيان طبعة هولميارد ص ٢٣.
(٢) مختار رسائل ص ٤٩٩ (عند كراوس خطأ مطبعي في رقم الصفحة حيث جاء ٣٩٩).
(٣) تماما كما فعل في أمر الحسن ومحمد بن الحنفية.