للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من كتب جابر والثانى من كتب الرازى، إذ لا يذكر الرازي جابرا من بين مصادره، مما دعا كراوس إلى أن يستنتج أنه: «لو أن الرازي عرف كتاب جابر، الأغنى والأوسع مادة من كتابه هو نفسه، لما أهمل بالتأكيد أن يشير إليه». لذلك فليس هناك ما يمنع عند كراوس من أن يسلم بأن مؤلف كتاب جابر المقصود، رجع إلى كتاب الرازي ذي العنوان ذاته وضم من مادته جزءا عظيما إلى كتابه. أو ربما كان الكتابان متعاصرين وما كان لأحدهما صلة بالآخر، اللهم إلا أنهما استقيا ما فيهما من مصادر واحدة.

وبهذه المناسبة فقد ناقش كراوس كآخر ما ناقش، المقارنة التى قام بها روسكا بين كتاب الرازي «سر الأسرار» وكتاب جابر (١) «الرياض الأكبر». وقد أفادت أن هناك علاقة وثيقة بين وصف كل منهما لطريقة التدابير التى فيه. إلا أنه يرى أنه حتى فى هذه الحالة يبين التحقيق الدقيق أن ليس هناك أية صلة مباشرة بين كيمياء جابر وكيمياء الرازي، فجابر، الذى امتازت تدابيره بأنها أكثر تفصيلا، حينما يضع وصفا لتدبير صنعوى يرجع فى ذلك إلى أفلاطون وسقراط ويقرنه ببيانات حسابية (نظرية الميزان)، أما الرازي فيفتقر إليها افتقارا كاملا، وهكذا فإن كراوس يأخذ برأى روسكا جملة وتفصيلا، ومفاده أن لا علاقة فى هذه الحالة للرازي بجابر ولا جابر بالرازي وإنما أخذ كلاهما عن رواية صنعوية قديمة واحدة (٢).

يتضح من هذا السرد أن كراوس يسلم بمعرفة الرازي لكتب جابر القديمة ويشكك في الوقت نفسه في احتمال أن يكون الرازى قد عرف أجزاء المجموع الأحدث. إن التسليم بتبعية الرازى تجاه كتاب جابر «الرياض الأكبر»، إن التسليم


(١)
vorschriftenzurh erstellungvonsch artenwassernbeig abirundraziin: islam ٢٥/ ١٩٣٨/ ١ - ٣٤.
(٢) لقد نقل كراوس رأي روسكا بذلك حرفيّا «لا يمكن أن يكون الوصف عند الرازي قد أخذ عن فقرة- جابر التي بين أيدينا، وبالمقابل لا يمكن أن يسلم بأن ما عند جابر هو اقتباس عن الرازي. وأنا أعتقد أن مثل هذه النماذج يمكن أن تبين مرحلة من مراحل قديمة التطور بالنسبة للنظرية والتجربة في الصنعة، لم تستوعب بعد».