للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا وحده يكفى أن يبطل نظرية كراوس المتعلقة بنشأة المجموع عن طريق مدرسة صنعوية امتدت من منتصف القرن الثالث/ التاسع وحتى منتصف القرن الرابع/ العاشر، ذلك لأن «كتاب الرياض» يعد من أحدث أجزاء المجموع التى يدعى كراوس أنها نشأت فى النصف الأول من القرن الرابع/ العاشر. ويبدو أن كراوس لم يقوّم نتائج هذه المقارنات، بسبب هذه الشكوك، التقويم المناسب فيما يتعلق بموضوع التأريخ. فلا يجوز، في اعتقادي، أولا: التطرق إلى النتائج التى تبين بشكل رئيسى علاقة ضئيلة بين جابر والرازي، معزولة عن القرائن والبيانات الأخرى المتعلقة بتبعية الرازى بجابر حينما يصعب إصدار حكم دقيق. ثانيا: لقد عول كراوس فى المقارنة المذكورة على استنتاجات روسكا الذى كان بدوره معتمدا على رأى كراوس المتعلق بنشأة المجموع، وهو «روسكا» من لم يشأ أن يفصح عن رأيه فيما إذا كان يؤيد أم يعارض وجود علاقة للرازى بجابر (١). ثالثا: لم يأخذ كراوس كامل نتيجة المقارنة بعين الاعتبار وما عول عليه كان حكم روسكا المتعلق بتدبير وحيد. وإنّي أرى إذا ما كان فهمى لما أوجزه روسكا فيما أعيده، هنا، صحيحا، فقد تبين له العلاقة بينهما، وإن لم يستطع تحديد أي من الاثنين كان تابعا للآخر. وقد كتب روسكا: «وبإيجاز يصل المرء إلى النتيجة التالية:

أولا: يعد كتاب جابر «الرياض» أقرب كتبه كلها، التى عرفت حتى الآن، من حيث موضوعاته وتقسيمه، إلى محتوى وتركيب كتاب الرازى «سر الأسرار».

ثانيا: لا تبيّن المواد والأدوات والتدابير التى استخدمت فى «كتاب الرياض» وفى «كتاب سر الأسرار» تطابقا في استعمال الأشياء المألوفة فقط. وإنما هناك تطابق عظيم أيضا في العديد من الحالات الخاصة تماما، كالتطابق في استعمال العقاقير النادرة والتطابق في ذكر أوعية معينة من أجهزة تسخين وتدابير للذوبان ... الأمر الذى يدعو


(١) يقول روسكا: «بعد أن بلغت دراساتى المتعلقة بكيمياء الرازي بترجمة مؤلفه الرئيسي، بلغت نهاية مبدئية وبعد أن توضح أصل كتب جابر عن طريق كراوس وضوحا بحيث لم يعد لشك أن يزلزل النتائج، بعد هذا يبدو أن من ألح الواجبات في هذا المجال من تأريخ الكيمياء، أن تدرس بدقة العلاقات الواضحة، رغم كل التناقضات، بين إطاري الكتب» (في. (١/ ١٩٣٩ /٢٥ islam: