للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى اعتبار أن هناك صلة وثيقة بين الكتابين، أى أن تبعية الرازى بجابر (او جابر بالرازى؟ ) أمر ينبغي اعتباره في حكم المؤكد. أما احتمال استعمال المؤلفين لمصادر لا سبيل لنا إليها بعد وإلى أي مدى كان ذلك، فسؤال لا يتضح إلا بدراسة تشمل كامل مجموع- جابر (١).

بالرغم من البديل الثاني الذي طرحه روسكا فليس من الصعب لدى المقارنة أن تتبين تبعية الرازي بجابر بوضوح أكبر. إن مثل هذا الاعتراف بهذه الحقيقة من قبل كراوس أو روسكا كان سيلعب دورا مهمّا بالنسبة لهما لو أنهما أقرّا بأصالة إشارة الرازي إلى جابر ولم يرفضاها على أنها إضافة دخيلة (٢) أو تزوير أحد المزورين (٣). لقد بين اكتشاف karimov (٤) أن الإشارة إلى جابر فى مقدمة المخطوطة الموجودة في مكتبة- اسكوريال مأخوذة من «كتاب سر الأسرار» فعلا أو أنها مأخوذة من «كتاب الأسرار» الذى هو تحرير آخر من قبل المؤلف. وهكذا فإن مخطوطة (٥) الكتابين التي نسخت عام ٥٨٧ هـ/ ١١٩١ م عن نسخة المؤلف نفسه، تزيل الغموض المتعلق بالكتاب من جهة، ومن جهة أخرى تزيل الشك تجاه تبعية الرازى، بكتاب جابر «الرياض الأكبر»، الأمر الذى ذكر بوضوح، إلى حد ما، حتى في المدخل الذي كتبه karimov للكتاب. وكما قيل آنفا فهناك قرينة جلية تدل على نشأة مبكرة للكتاب، ومنها يستدل على خطأ نظرية كراوس المتعلقة بنشأة مجموع جابر أيضا.

هذا وقد سبق ل ستابلتون، stapleton بناء على ما أفاده الرازي، أن نبّه إلى علاقة الرازى بجابر، حيث ذكر الرازى أنه شرح كتاب جابر «كتاب الرحمة» في كتابه


(١) روسكا فى مصدره المذكور له أعلاه ص ١٩.
(٢)
ruska, al- razi'sbuchgeheim nisdergeheimniss ein: quell. u. stud. z. gesch. d. nat. wiss. u. d. med. ٦/ ١٩٣٧/ ٢٦.
(٣) كراوس i ص. lx

(٤) طبعة: كتاب «سر الأسرار»، طاشقند سنة ١٩٥٧ م.
(٥) طاشقند ٣٧٥٨، انظر بعده ص