للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرجع بلا شك إلى تلك المصادر التي كانت متوافرة في زمن جابر وفى الحقبة التى تلت، هذا الخلاف يراه كراوس على ما يبدو، خلطا بأصول الرازي الخمسة (صانع العالم «demiurg» والنفس والمادة والمكان والزمان) أو خلطا بأصول الكندى الخمسة (المادة والصورة والحركة والمكان والزمان) (١).

لقد أطلق جابر على درجة شدة العقار» (taels) مرتبة» في حين كان لفظ أطباء القرون اللاحقة «درجة» (٢).

لقد استعمل جابر كلمة «العالم» بمعنى أوسع بكثير من المعنى الذى يوجد عند الفلاسفة العرب المتأخرين فهو يذكر على سبيل المثال «عالم البرودة، عالم اليبوسة، عالم الخلاء، عالم الحرارة» (٣).

وحتى في مجال الصنعة فقد كان، على ما يبدو، الكثير من الكتب المتخصصة مجهولا بالنسبة لجابر، واستعملت من قبل صنعويين عرب متأخرين، فمن المحتمل أن جابرا لم يرجع إلى بعض الكتب المترجمة، التي ذكرها ابن النديم، لا لشئ إلا لزمن نشأتها القديم (أى لسبب تقادم المحتوى). بيد أن منها كذلك بعض الكتب التى تعود إلى القرون الأخيرة التى سبقت الإسلام، كما عرفنا عن طريق مصادر أخرى (انظر قبله ص ٢٣٤ و ٢٤٢)، ولربما كانت- لو عرفها- مهمة جدّا بالنسبة لاستكمال نظامه الصنعوى. من هذه الكتب كتاب لصاحبه philios ophoschristianos وهو من القرن السادس أو السابع الميلادي (٤).


(١) المصدر السابق ص ١٣٧، ن ١.
(٢) المصدر السابق ص ١٩٠، ن ٣، ٤، ٦؛ ص ١٩٤؛ ن. ١.
(٣) مختار رسائل ص ٢١٢، ٤١٣؛ كراوس، ii ص ١٤٨، ن. ٢.
(٤) انظر ابن النديم ص ٣٥٤: «كتاب النصراني الذي يقول فيه: إن الحكمة حكمة كاسمها».