للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتب جابر التي صنفها، حسب ما ذكره (١) قبل وفاة جعفر الصادق (ت ١٤٨/ ٧٦٥)، فيها قرائن أخرى تؤمّل بكثير من الاستنتاجات، وإن كتاب بليناس المشهور «سر الخليقة» - على الأقل- هو، كما نظن، من كتب هذه الحقبة القديمة، فما اقتبسه جابر عن هذا الكتاب وإشارته إلى آراء «أصحاب بليناس الإسلاميين» يدلان على أن ترجمة الكتاب هذه كانت ترجمة قديمة. إن شهرة بليناس القديمة هذه والمقتبسات التي نجدها عند جابر لا يكاد يمكن إرجاعها إلى «كتاب الأصنام» للمؤلف نفسه وإنما ينبغي أن ترجع إلى «كتاب سر الخليقة». أضف إلى ذلك، أن تحديد زمن ترجمة «كتاب الفلاحة» (الذي يزعم أنه لبليناس كذلك) في عام ١٧٩ هـ، إن هذا التحديد يعد قرينة أيضا على أن بليناس حظي، وفي وقت مبكر جدّا، باحترام عظيم عند العلماء العرب.

ولا نشك في أن الكتب التي وصلت إلينا عن مؤلفين عاشوا في زمن يقع ما بين خالد بن يزيد وبين جابر سوف تسهم في تعيين تلك الكتب الكيميائية التي تمت ترجمتها في العهد الأموي. هذا ومن المهم جدّا، على سبيل المثال، ما لاحظه ستابلتون) stapleton انظر قبله ص ١٧) من أن الأزدي، صاحب أو تلميذ خالد، لم يذكر في «كتابه الطوبا» إلا كيميائيين يونانيين وفرس ومصريين ويهود وبيزنطيين (٢). وإن أهمية هذا الاكتشاف كانت ستتجلّى بوضوح أكبر لو أن ستابلتون stapleton ذكر لنا هذه المقتبسات الواردة في هذا الكتاب العسير المنال بالتفصيل. صحيح أن الاستشهادات في كثير من الأحوال، لا تعني أن المصادر استعملت مباشرة، لكن تحديد الترجمات القديمة يتوقف على دراسة الاستشهادات ومقارنتها بالمؤلفات الأخرى التي وصلت إلينا على أنها مؤلفات المؤلفين المستشهد بهم. ويبدو أن تأثير الآداب الهرمسية- الغنوسطية على المذهب الغنوسطي الشيعي في نشأة وتطور الكيمياء العربية القديمة كان تأثيرا جوهريّا، ويذهب ماسينون إلى أن غلاة الشيعة الأوائل، ومنهم المغيرة بن


stapleton (١) في مجلة ٨٤/ ١٩٤٩ /٣ ambix ن، وله كذلك فى.٢/ ٥٦ - ١٩٥٣/ ٥ ambix
(٢) انظر بعده ص ١٢٦.