للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأوسع نطاق» (١). ترى أما كان، لأسباب أخرى، أن تدفع روسكا ليأخذ حيطة وتحفظا أكبر لدى بته في أمر العلاقة؟ من تلك الأسباب على سبيل المثال إحالة الرازي نفسه إلى جابر وإشارات الصنعويين العرب (انظر قبله ص ٢٨٥)؟ بل لقد تجاهل روسكا كذلك النتائج التي توصل إليها h.e.stapleton و r.f.azo وم. هدايت حسين وهي تتعلق بالموضوع نفسه ولا تدع مجالا للشك في تبعية الرازي بجابر (٢).

وهكذا تبين كل المقارنات وبالرغم من «الفارق العظيم بين عرض كتب جابر المتعدد الصور إلى ما لا نهاية وبين صورة أعمال الرازي الموضوعية الواضحة» (٣)، تبين تبعية الرازي بجابر بكل وضوح. فبينما يظهر جابر في كتبه الصنعوية البحتة متّخذا نظام تفكير متعدد الوجوه فيما يتعلق بالتجربة والقياس، ويبرز باستمرار فيلسوفا عظيما ومستقلا، يلاحظ بالنسبة للرازي المتميز بقصر عبارات الوصفة التجريبية واختزال وصف المواد والأدوات والتدابير، أنه يسعي وراء كيمياء (أو صنعة) تجريبية تخدم الأغراض العملية بالدرجة الأولى.

فالرازي نفسه يذكر أن «كتاب سر الأسرار» هو من كتبه الأخيرة. ولقد نال هذا الكتاب منزلة عظيمة عند الصنعويين العرب وكذلك الغربيين. غير أن الرازي- كما يفيد روسكا- شرح في كتاب آخر وصل إلينا «كتاب المدخل التعليمي» موضوعات كثيرة ذات أهمية عامة، لم يفسح لها في الكتاب الأول «كتاب سر الأسرار» مجالا أبدا (٤). يقول الرازي فيما يقوله فيه: «على طالب العلم أن يلم بكل شيء ذكرته في الكتب التالية مرتبة ترتيبا صحيحا، كتابا بعد كتاب يبدأ بقراءة «كتاب المدخل البرهاني» وقد سميته «كتاب تكون الأحجار» حيث يجد فيه ما ينفع في معرفة نشأة الأرواح والأجساد والأحجار ومعادن (أخرى) ثم «كتاب إثبات الصنعة والرد على من


(١) المصدر المذكور له أعلاه ص ١٣.
(٢).٣٤٤ - ٣٣٥/ ١٩٢٧ /٨ masb
(٣) روسكا: «كتاب الرازى سر الأسرار al -razisbuchgeheimn isdergeheimnisse «ص ١٢.
(٤) روسكا: «كتاب الرازى سر الأسرار al -razisbuchgeheimn isdergeheimnisse «ص ١٠.