سنّا من الناشئ ومن الأخوين أبي الفضل وأبي القاسم. وبالعكس تماما فالذي يبدو أن ابن أميل صنف كتابه إبان حياة أبي القاسم الذي توفي أخوه عام ٢٨٩ هـ/ ٩٠٠ م، وإلا لما فات ابن أميل أن يرفق اسمه دعاء الترحم المألوف. وإذا عاش أبو القاسم خمسة عشر أو عشرين عاما بعد أخيه- كما يزعم stapleton والمؤلفان معه- لاقتضى أن يكون ابن أميل صنف كتابه قبل (١) عام ٩٢٠ م على أبعد الأوقات. أما أن ابن أميل لم يذكر الرازي (توفي ٣١٣ هـ/ ٩٢٥ م) مع من ذكر من الصنعويين على كثرتهم، فهذا ما يصلح أن يكون قرينة أن ابن أميل لم يعرف كتب الرازي. إذن فهناك الكثير من الأسباب التى تدل على صحة التأريخ الذي يفيد أن كتاب ابن أميل صنف قبيل عام ٣٠٠ هـ أو قريبا من هذا العام.
إن تحديد زمن حياة ابن أميل أو بالأحرى تحديد زمن تأليف كتابه «الماء الورقي»، من الأهمية بمكان وخاصة لأنه عرف كتبا كثيرة من كتب جابر معرفة دقيقة ولأنه أشار إلى العديد من الكتب المزيفة. أما أهمية هذه الإشارات فقد تبينت بالذات بعد اكتشاف الكتاب بواسطة stapleton وم. هدايت حسين، وعند ما أمكن معرفة هوية ال. سماء المصحفة في الترجمات اللاتينية. وقد ناقش روسكا فى أعقاب دراسة المؤلفين المذكورين أهمية تلك الإشارات، غير أنه وبتأثير فكرته، التي طالما ذكرناها المتعلقة بزمن نشأة الكتب المزيفة التي وصلت إلينا باللغة العربية، لم يستطع أن يقومها التقويم الصحيح وقد علق على ذلك بقوله: «إن فوضى الأسماء، قديمة وجديدة، تدل على تطور في الآداب لا يزال مبهما بالنسبة إلينا، لا بدّ أن يكون قد حصل في مصر ما بين القرن السابع والعاشر الميلاديين، فالأسماء القديمة هرمس وديمقريطس وأفلاطون وزوسيموس وماريهشواهد على استمرار الحياة في التراث المصري- اليوناني، لكنها لا تبين بشكل من الأشكال أن ابن أميل استطاع أن يغرف من بقايا الآداب القديمة التى لا نعرفها. وإذا لم ترد سوى مقتبسات- هرمس قليلة فيما وصل إلينا من كتب- زوسيموس الأصيلة،
(١) لقد زعم المؤلفان المشتركان أن أبا القاسم كان أستاذ ابن أميل في الصنعة (المصدر المذكور لهم أعلاه ص ١٢٥) وليس هناك قرينة واحدة تؤيد هذا الزعم.