للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحد ونحن لهم من الشاكرين، فقد عملوا معنا خيرا منذ أن حكمونا» (١). أيعقل الكلام بوجود حسد عند العرب تجاه «الأنباط» بسبب العلوم، بالذات في نهاية القرن الثالث/ التاسع ومطلع القرن الرابع/ العاشر؟ ناهيك أن ابن وحشية المسلم لا يجيز لنفسه قط أن يتكلم عن الآلهة وهو المسلم الموحد. لقد عرف ب «الصوفي» (٢) الأمر الذي يعني اعترافا كامل الاحترام لشخصه. ولا أود أن أسوق أمثلة أخرى وكل ما أريده أن أذكر أخيرا أن هناك كتبا أخرى حفظت لنا ظهر ابن وحشية مترجما لها، ولو كانت عادة ابن وحشية وهدفه التعبير عن طموحاته السياسية والوطنية لأورد فيها أيضا بيانات وأمورا شبيهة.

لقد انعكس رأي vongutschmid وبعد نحو خمسة عشر عاما في جملة مقتضبة ل th.noldeke جاء فيها «لقد أثبت vongutschmid أن الفلاحة النبطية زيف من زيوف العهد العربي» (٣). وهكذا بقي رأي gutschmid ساريا حتى يومنا هذا. وقد أكد noldeke متحيزا لرأي vongutschmid وجود «حملة مخفية على الإسلام في كتاب الفلاحة النبطية، بينما لا يكاد يتضح فيه، على رأي noldeke الخلاف السياسي مع الأمراء الأجانب» كما كان من اللازم أن يعتقد من ظاهرة (٤) gutschmid ولقد عول، noldeke فضلا عما مضى، على عنصر الكتاب الذي يزعم أنه يحمل ميلا معاديا للإسلام، وهو في الحقيقة ليس إلا دليلا آخر على أن أصل الكتاب يرجع إلى ما قبل الإسلام. فقد ذكر: «انطلاقا من الاتجاه المعادي للإسلام، ينبغي- وإن تجاهل اتباع يشيثا أثر الشمس على النبت- تفسير وقوف قوثامي بحرارة مع الأشهر الشمسية المثبتة منذ القدم. وبهذه المناسبة تتبين لنا بوضوح محاربة السنة القمرية المحمدية، محاربتها بحق بلا شك لصالح السنة الشمسية اليوليوسية لأن الأولى غير مفيدة وبخاصة بالنسبة


(١) المصدر السابق ص ٥٣.
(٢) ابن النديم ص ٣١١.
(٣) nocheinigesu berdienabataisch elandwirthschaff في مجلة.٤٤٥/ ١٨٧٦ /٢٩ zdmg
(٤) المصدر السابق ص ٤٤٧ - ٤٤٨.