المؤلف على لسان الفلاسفة، إن السيمياء ينبغي أن تتعلم من الكتب لا من الروايات الشفهية (المصدر السابق ص ٢٨٩). وفي الوقت نفسه، يحذرون من أولئك العلماء ومن كتبهم، أولئك العلماء الذين يكون عندهم علم غزير ولهم كتب كثيرة، لكنهم لحسد منهم يحجبون الحقيقة ويريدون تضليل القراء. إن التذمر من الحساد الذين كانوا يخفون معارفهم ويخدعون الباحثين، كان فيما يبدو واضحا في السيمياء اليونانية، وكان سببا دافعا، كثيرا ما تكرر لا في مصحف الجماعة فحسب، بل في كتاب آخر مشابه وصل إلينا باسم). (١) olympiodoros المصدر السابق ص ٢٩٠ - ٢٩١). ولكن ليس من الصواب، في اعتقادي، أن يعتبر «المصحف» كتاب مناوأة لهؤلاء السيميائيين اليونان، و «يهدف إلى تحرير الصنعة من طاعون الأسماء المستعارة وجعلها تقوم على قاعدة فلسفة طبيعية معترف بها بوجه عام» (المصدر السابق ص ٢٩١، قارن: هولميارد في مجلة، ٣٠٥/ ١٩٣٣ /٢٠ isis بلسنر m.plessner في مجلة. (٣٣٢/ ١٩٥٤ /٤٥ isis
هذا ولم يكن مصحف الجماعة، وحتى وقت قريب، معروفا إلا باللغة اللاتينية، ولكن بصياغات ثلاث. وقد قام مؤرخو الكيمياء في القرن التاسع عشر فتعقبوا استعمال الكتاب حتى القرن الثاني عشر الميلادي. ذكر شميدر) k.chr.schmieder تاريخ السيمياء ١٨٣٢ ص gesch.d.alchemie، ١٢٧ روسكا: المصدر المذكور له آنفا) أنه وضعت افتراضات متباينة في أصل الكتاب، فبعض العلماء يرون أن مؤلف المصحف كان يونانيا وبعضهم يرى أنه كان عربيّا، ويرى شميدر schmieder نفسه أن المؤلف هو، arisleus وهذا من اللاتين بلا شك كما يرى شميدر schmieder. وكثير من مؤرخي الكيمياء في عهده كان لهم تفكير مشابه. وكان برتلو أول من بيّن أن أصل الكتاب يوناني محتجّا في ذلك بقرينتين هما: أنه لم يرد في الكتاب ذكر أي من الثقات العرب قط، بل يونان فقط، وأن هناك ما يقابل صفحات بكاملها ويتطابق معها حرفيّا باللغة اليونانية. وقد لفت الانتباه في الوقت نفسه إلى أن مثل هذه المصاحف كانت
(١) برتلو coll: ج ٢ ص ٧٠ ترجمة فرنسية، المصدر السابق ج ٣ ص ٧٥.