والحق أن لمصر في الوجدان المغربي رصيداً ضخماً من الحب والإعزاز، تراه أنَّى سرت وحيثما توجَّهت، وقد رأيت من تعلق المغاربة بكل ما هو مصري ما لا يبلغ كنهه وصف واصف، ولا يسوء القوم إلا أننا نجهل عنهم الكثير، ولقد قال لي عالم مغربي كبير: إننا نعرف عنكم كل شيء وأنتم لا تعرفون عنا أي شيء.
وبعد: فإذا كان المغرب قد حافظ على التراث العربي، مخطوطات نادرة ونصوصاً قيمة، فإنه قد حافظ عليه أيضاً، سلوكاً وفضلاً ورعاية لواجب الأخوة مهما تباعدت الديار وتناءت الأمصار.
وهذه دعوة من فوق منبر «الثقافة» إلى أدباء المشرق عامة، وأدباء مصر خاصة أن يلتفتوا لفة جادة إلى أدب إخوانهم في المغرب، درساً له وبحثاً عن مواطن الإجادة فيه، فما ينبغي أن يظل هذا الركن القصي من الوطن العربي غير محسوب في خريطة الفكر العربي.