للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحموي المتوفى سنة ٨٣٧ هـ، وبهاء الدين العاملي المتوفى سنة ١٣٠١ هـ (١)، وهؤلاء الأربعة ذكروا القصيدة كاملة، وانفرد السبكي وابن حجة بإيرادها بسندهما المتصل إلى ابن زريق.

ومما ينبغي التنبه له أن هناك شاعراً آخر في القرن الرابع، عرف أيضاً بابن زريق، وقد ترجم له الثعالبي في اليتيمة، وأورد له شعراً، ولم يذكر له اسماً، إنما ذكره بكنيته، فقال: «أبو محمد بن زريق الكوفي الكاتب» (٢)، وأنشد له بيتين في مدح بغداد، في كتابه: «ثمار القلوب في المضاف والمنسوب» (٣)، وأنشد هذين البيتين أيضاً ياقوت الحموي في «معجم البلدان» عند كلامه على بغداد.

وقد أنشد ابن خلكان البيت: أستودع الله في بغداد ... إلخ. ثم قال: وهذا البيت لمحمد بن زريق الكاتب الكوفي، من جملة قصيدة طويلة (٤).

ومهما يكن من أمر فهذه رائعة ابن زريق، وقل أن أخلي بينك وبينها، وأقول: إن هذه القصيدة ليست كل ما تركه ابن زريق من إنتاج شعري، فقد وجدت له قصيدة جيدة في رثاء ديك، أوردها صلاح الدين الصفدي في كتابه «الوافي بالوفيات» ولعلي


(١) السمعاني في كتابه ذيل تاريخ بغداد, كما حكى عنه السبكي في الموضع الآتي من كتابه الطبقات, وأسامة بن منقذ في كتابه المنازل والديار المذكور من قبل, ص ٣٣, ٣٤, والصفدي في كتابه الوافي بالوفيات الذي مرَّ ذكره, والسبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى ١/ ٣٠٨ - ٣١١, تحقيق أخي الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو, وكاتب هذه المقالة, وابن حجة في كتابه ثمرات الأوراق ص ٤٧٥ - ٤٧٨, تحقيق الأستاذ الكبير محمد أبو الفضل إبراهيم, والعاملي في كتابه الكشكول ١/ ١١٨ - ١٢٠, تصحيح الشيخ طاهر الزاوي, وقد خمس قصيدة ابن زريق هذه طه أفندي أبو بكر, وسمى تخميسه: بث الشجن على عينية أبي الحسن, وطبع هذا التخميس بمطبعة بولاق سنة ١٣١٢, مع كتاب الدر الذي انسجم على لامية العجم, للشيخ سيد بن علي المرصفي, كما جاء في فهرس الأدب بدار الكتب المصرية.
(٢) يتيمة الدهر ٢/ ٢٧٧.
(٣) ثمار القلوب ص ٥١٢, تحقيق الأستاذ الكبير محمد أبو الفضل إبراهيم.
(٤) وفيات الأعيان ٤/ ٤٢٠, ترجمة موسى بن عبد الملك الأصبهاني, و «أبو محمد» عند الثعالبي جاءت عند ابن خلكان «محمد» كما ترى.

<<  <  ج: ص:  >  >>