المسرحيات القديمة شروح، قد تكون الأبيات أربعة أسطر في أعلى الصحيفة بخط كبير، وسائر الصحيفة بخط دقيق شرح لما فوق، ويقبل التلاميذ على ذلك ولا ينفرون، فإذا قدم لهم شيء يشبه ذلك بالعربية نفروا منه نفوراً شديداً. ومن عجب الأمر أن الكتب التي كنا ندرسها بالإنجليزية كان ورقها أصفر. والورق الأصفر لعله ألين على عين القارئ من الورق الناصع الأبيض» انتهى كلامه، ويؤكده أن مصابيح الإضاءة في شوارع وميادين الكبرى غلب عليها الآن اللون الأصفر.
وقد شهدنا في الكتب الصفراء ظاهرة طباعية عجيبة، لم نشهدها في الكتب البيضاء، وهي ظاهرة طبع كتاب أو كتابين بهامش الكتاب الأصلي، أو بآخره إذا كان له صلة بالكتاب الأصلي. والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، لا داعي للتطويل بذكرها، على أن أعجب ما في هذه الظاهرة أن نرى خمسة كتب مطبوعة في كتاب، وفي صفحة واحدة اجتمعت الكتب الخمسة، في الصلب والهامش، مفصولة بجداول، دون أن يختلط بعضها ببعض، أو يبغي بعضها على بعض. وذلك: كتاب شروح التلخيص في علوم البلاغة، ويشتمل على:
١ - شرح سعد الدين التفتازاني على تلخيص المفتاح للخطيب القزويني.
٢ - مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح لابن يعقوب المغربي.
٣ - عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح، لبهاء الدين السبكي.
٤ - الإيضاح للخطيب القزويني.
٥ - حاشية الدسوقي على شرح السعد.
والثلاثة الأولى طبعت في صلب الكتاب، والاثنان الباقيان بهامشه. وكانت الطبعة الأولى للكتاب بمطبعة بولاق - على الورق الأصفر - سنة ١٣١٧ هـ، أي منذ نحو مائة عام، وكانت هذه الطبعة على نفقة مصطفى أفندي المكاوي، المحامي بمدينة الفيوم، والشيوخ فرج الله زكي الكردي، وكيل الشركة الخيرية لنشر الكتب العالمية الإسلامية، من طلبة العلم بالأزهر الشريف، وعبد الحميد أفندي الصمداني.