أمثالها:"شِنْشِنَةٌ أعرِفها من أخْزَم "، ولا تغرنك هذه العبارات:"إيقاع العصر، واللغة كائن حي، وصياغة النحو صياغة جديدة ... "، أفبعد أربعة عشر قرناً من جهود الرجال الكبار تطلب للنحو صياغة جديدة؟ (صياغة إيه يا راجل؟ وحِّد الله وصل على اللي حيشفع فيك! ).
ولا بأس علينا إن شاء الله من الإِلمام بشيء من العامية، فإنها تحلو في هذا الموضع، ولا تقوم الفصحى مقامها، وأيضاً فإن ذلك من باب المناسبة أو المشاكلة، كما يقول علماء البلاغة؟ لأن الأستاذ بدر نشأت قصاص بارع، ومكانه في الأدب معروف، وما زلت أذكر مجموعته القصصية الجيدة التي نشرها في الخمسينات "مساء الخير يا جدعان"، وقد مزج فيها بين الفصحى والعامية مزجاً رائعاً، مع تطويعه العامية المصرية لبعض المحسنات البديعية، كالجناس والتورية، على نحو ما كان يفعل الشاعر العظيم فؤاد حداد، رحمه الله، لكن أن يسلُك الأستاذ بدر نشأت تلك الدروب الضيقة في النحو والصرف واللغة، فهذا ما لا يجمل به، ولا يحسن منه.
أقول قولي هذا، وأنا أعلم يقيناً أننا جميعاً أصحاب هذه اللغة، لنا أن نتحاور حولها، وأن نبدي الرأي فيها، لكن الأمر مشروط بتقدم الأهلية وامتلاك الأدوات، كما قالت العرب في أمثالها:"ثَبَّت نَسَباً واطلُبْ ميراثاً".
ويبدو لي أن مجال الحديث مع من يهاجمون النحو العربي ينبغي أن يأخذ منحى آخر، ففي نيتي إن شاء الله أن اسأل من يكتب عن النحو الآن جملة من الأسئلة، فمثلاً أقول له: ماذا تعرف عن نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة؟ ماذا قرأت من كتب النحو الأولى؟ وماذا في مكتبتك الخاصة منها؟ ثم اسأله عن طائفة من المصطلحات النحوية التي تدور في كتب القوم، وبعد ذلك أضع أمامه بعض أبيات من الشعر وقطعة من النثر، وأطلب إليه أن يقرأ هذا وذاك قراءة صحيحة أو مقاربة، فإن جاءت الإِجابة على ذلك كله وَفق المراد، قلت: أجل ونعمى عين، هات ما عندك، ومددت حبال الحديث بيني وبينه، وإن تعثر وكبا