لعبد القادر البغدادي، وهو أكبر وأهم كتاب في شرح شواهد العربية. وقد تم طبع هذا الكتاب بمطبعة بولاق سنة ١٢٩٩ هـ= ١٨٨٢ م، وجاء في أربعة أجزاء ضخام، وطبع بهامشه كتاب شرح الشواهد الكبرى لبدر الدين العيني.
وهذه أسماء أهل مكة الذين ساهموا في طبع هذا الكتاب الجليل، كما ذكرها مصحح الكتاب الشيخ محمد قاسم، قال:"هذا وكان حسن طبعه وزهر ثمر طلعه على ذمة عصابة أجلة نبلاء، لهم في نشر العلوم والمعارف اليد البيضاء، فاستحقوا بذلك الثناء الجميل. وهاك مقادير حصصهم على هذا التفصيل: فقيراط ونصف لتاج المفتين حضرة الفاضل الشيخ عبد الرحمن سراج، مفتي بلد الله الأمين، وثلاثة قراريط لحضرة العلامة الشيخ عبد الرحمن الشيبي عمدة الأماثل، وقيراط ونصف للسامي الماجد حضرة الشيخ أحمد المشاط عين الأماجد، وثلاثة قراريط لذي القدر السني حضرة الحاج عبد الواحد الميمني، وثلاثة قراريط لذي المورد الهني حضرة الحاج حسين بن عبد الله الميمني، وستة قراريط لذي المشرب الأدبي حضرة الفاضل الشيخ عبد الله ابن الشيخ محمد الباز الكتبي، وستة قراريط للمستعين بربه الغني حضرة الحاج أبي طالب الميمني".
وهنا تنبيهان: الأول: أن مصحح الكتاب لم يذكر أن هؤلاء الأعلام من أهل مكة المكرمة، ولكني عرفتهم من خلال إقامتي بالبلد الحرام، ورأيت أسماءهم تتردد في سلسلة أبنائهم وأحفادهم وعائلاتهم.
والثاني: أن هؤلاء الرجال المكيين الذين أنفقوا على طبع الكتاب سنة ١٢٩٩ هـ= ١٨٨٢ م، لم ينفقوا عليه من عائد البترول، فلم يكن البترول قد عرف يومئذ بتلك البلاد، فالأمر راجع إلى عزائم الرجال لا إلى كثرة الأموال.
وهكذا اجتمع على طبع التراث العربي بمصر، في أواخر القرن التاسع عشر، الهندي والمصري والحجازي والحضرمي، وغيرهم ممن لم يبلغنا خبره، وهو تجمع عربي إسلامي شامخ، قبل أن تكون للعرب جامعة، وقبل أن يوجد للإسلام منظمة.