للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا تفسير واضح في الشعر، وأوضح منه قول القائل:

أتتني آية من أم عمرو ... فكدت أغصُّ بالماء القَراح

فما أنسى رسالتها ولكن ... ذليل من ينوء بلا جناح

لتصحيف (١)، يعد إضافة إلى مواد المعجم العربي.

ومن هذا الباب - باب التقاط اللغة من كتب العربية، مما لم تفيده المعاجم المتداولة - ما جاء في تفسير الطبري ١٦/ ٢٤٨، يقول أبو جعفر: "وقوله تعالى: {يأت بصيرا} يقول: يعُد بصيراً"، ويعلق أبو فهر: "هذا معنى يفيد في معاجم اللغة، في باب "أتى" بمعنى "عاد"، وهو معنى عزيز، لم يشر إليه أحد من أصحاب المعاجم التي بين أيدينا".

ومن تصحيحاته اللغوية العجيبة ما جاء في تفسير الطبري ٩/ ١٨٢: "فجاء اليهودي إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم يُهْنِفُ"، ويعلق أبو فهر فيقول: "في المطبوعة والمخطوطة - من تفسير الطبري - "يَهْتِف" بالتاء كأنه أراد يصيح ويدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويناشده، ولكنىِ رجحت قراءتها بالنون، من قولهم: أهنف الصبي إهنافاً: إذا تهيأ للبكاء وأجهش. ويقال للرجل: أهنف الرجل: إذا بكى بكاء الأطفال من شدة التذلل. وهذا هو الموافق لسياق القصة فيما أرجح".

ومن ذلك أيضاً ما علق به على قول ابن سلاَّم في الطبقات ص ٥: "وللشعر صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم"، يقول أبو فهر: "كتب في المخطوطة "صِناعة" بكسر الصاد، ثم ضُرب على الكسرة (أي شطب) ووُضع على الصاد فتحة، وكذلك فعل بعد في لفظ "الصناعات"، وقد خلت كتب اللغة من النص على "صَناعة" بفتح الصاد، إلا أني وجدت في كتاب "الكليات" لأبي البقاء ما نصه: "والصَّناعة بالفتح تستعمل في المحسوسات، وبالكسر في المعاني"، ولكن إجماع كتب اللغة على ذكر


(١) هكذا ورد فى الأصل، وهو غير مفهوم، والملاحظ أن كلاماً سقط من المقال فى المجلة، ولم يسعفنا البحث والمراجعة لاستدراكه! ! ! ولعل الله يُيَسِّر ذلك لاحقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>