ومن المبالغات أيضاً ونسبة أمور للشيخ ليست له ما ذكره الأستاذ عبد الرحمن فهمي في بريد الأهرام ٢٥/ ٦ بعنوان (إحضر حالاً إلى أندونيسيا) يقول: إن أئمة الإِسلام في أندونيسيا قد بعثوا إلى الشيخ الشعراوي ليرى ساحراً بوذيّاً يدعو إلى أمور دينية خطيرة، ويستعين عليها بأمور من السحر، فسافر الشيخ سراً ورأى ذلك الساحر وهو يخرج من كمه حبلاً طويلاً يسبح في الهواء، بل إنه يخرج من كمه رجلاً يسبح في الهواء ويتعلق بذلك الحبل. فما كان من الشيخ الشعراوي إلا أن طلب مصورين وأجهزة تصوير ليصوّروا الحبل والرجل. وكانت المفاجأة أن أفلام التصوير لم تسجل شيئاً من ذلك كله. وهنا أكد لهم الشيخ أن هذا نوع من التخييل والتمويه، وأن هذا الرجل إنما سحر أعين الناس فقط، كما حكى القرآن العظيم عن سحرة فرعون:{فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءو بسحرٍ عظيم}[الأعراف: ١١٦]، انتهت القصة، وأقول: يا أستاذ عبد الرحمن فهمي، هذه قصة قديمة جداً، وقد سمعت أشباهاً لها منذ عشرين عاماً، والذي فعله الشيخ الشعراوي أنه صنع ما صنعه غيره من كشف هذه الألاعيب.
على أن من أعجب ما قرأته من مبالغات الناس في أمر الشيخ ما ذكره الدكتور عبد الله النجار في باب (قرآن وسنة) بجريدة الجمهورية ٢٦/ ٦، فقد ذكر كلاماً عن المواجهة بين الشيوعيين والشيخ الشعراوي، أنهاه بقوله:"وستظهر الأيام أن انتصار الشيخ في تلك المعركة الفاصلة هو الذي مهد لسقوط الدولة الشيوعية، وانتهاء ما كان يتحصن به الذيول والأتباع مما كان يعرف بالاتحاد السيوفييتي، وكانت تلك هي معركة القرن"! هل هذا كلام يا رجل؟ لن اصف ذلك الكلام وسأمسك قلمي، لكني أدعو الدكتور عبد الله النجار أن يبرأ مما قال، ويخرج من عهدته، ويعلن أن ذلك من جمحات القلم، ببواعث الشجن وهيجان العاطفة.
على أنه مما ينبغي التنبه له والتنبيه عليه أن الشيخ الشعراوي لم يدخل معارك على الحقيقة مع أحد، فإنه لم يكن يعبأ بمخالفيه، وليس كبراً عليهم واستعلاء، وإنما الرجل كان يتصرف وفق منهج الصوفي الذي ألقى الدنيا خلف ظهره ودَبْر أذنيه،