للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضاً لصلته بكرومر، وقصر الملك، ومن هؤلاء المفكر الكبير علي سامي النشار، وقد سجل ذلك في كتاب منشور، وقد درسناه عليه في أيام الطلب.

ثم ما كان يصح يا أستاذ حسين أن توقع الدسيسة بين الشيخ محمود، وهذا النَّفَر الكريم من الباحثين: الدكتور محمد عمارة، والأستاذ فهمي هويدي، وقد كنت كثير الملازمة للشيخ، وما أذكر أنه عرض بسوء لأيٍّ من الرجلين الجادِّين، ولقد يكون رأيه في محمد عمارة سيئاً أيام أن كان عمارة يقف في الجانب الغربي، فلما أذن الله له بالفرج والانعتاق، وانتقل إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة، ثم نَسِيَ ما كان يدعو إليه من قبل، رضي عنه محمود شاكر، وكذلك كنا نحن أيضاً: أعرضنا عن محمد عمارة يوم أن كان لويس عوض يفسح له صفحة كاملة في جريدة الأهرام في الستينات، والان نحئه ونحرص على ما يكتب ونوصي بقراءته.

على أن محمد عمارة كان من أكثر الناس إجلالاً لمحمود شاكر، وإن لم يغش مجلسه، وكثير من المفكرين كانوا يحبون محمود شاكر غاية الحب، ولكنهم لا يغشون مجلسه، كأنهم يشفقون من الحدة إياها، وأذكر من كبار هؤلاء المحبين المعرضين: محمد سليم العوا وطارق البشري. وأشير هنا إلى أن محمد عمارة قد أسرع إلى مسجد عمر مكرم ليقدم واجب العزاء في الشيخ محمود، وإن لم يعرف أحداً من أسرته، وقد شدّ على يديّ معرياً، وقال لي: البركة فيك يا محمود، وهي كلمة ذات دلالة. فكأنه يقول: إننا نريد لفكر محمود شاكر أن يستمر، ولطريقه أن يظل مسلوكاً.

وكأنك يا أستاذ حسين حين ذكرت اسم محمد عمارة وأقحمته إقحاماً وزججت به زجّا، إنما أردت أن تستدرج الرجل ليعفو عنك ويمحو في طبعة قادمة، ما دمغك به في كتابه الجيد: الإِسلام بين التنوير والتزوير، الذي صدر عن دار الشروق سنة ١٩٩٥ م، فقد عقد فصلاً عنك، سمَّاه: "الهزل وغيبة العدالة في تناول الإِسلام"، وقد وصفك في هذا الفصل بأنك من الذين يزعمون أنهم مجتهدون في الإِسلام، ومجددون في فكره، مع افتقادهم وافتقارهم للحدود الدنيا من دراية العلم

<<  <  ج: ص:  >  >>