للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودواوين الشعراء الجاهليين والمخضرمين والمولَّدين، فباع منها في مدة عام كامل ما شاء أن يبيع لأهل إفريقية، ثم تحول بعد ذلك في سنة ٣٣٠ هـ إلى الأندلس بما بقي له منها. وقد حفظ لنا أبو بكر بن خير الإِشبيلي قائمة بأسماء هذه الدواوين في فهرست ما رواه عن شيوخه (١).

تواصل أدباء المشرق والمغرب، وإن ظلت رحلات المغاربة إلى المشرق أكثر وأدوم لأسباب كثيرة، من أبرزها أن المشرق كان ولا يزال طريق المغاربة للحج، الركن الخامس من أركان الدين الحنيف.

وحين انتدب المغاربة للتصنيف والكتابة ظهر في إنتاجهم مشابه من مناهج المشارقة وطرائقهم في الكتابة، مما حدا ببعض النقاد والمؤرخين أن يربطوا بين الإنتاج المشرقي والمغربي، على نحو يريد أن يثبت دائماً أن المغاربة قد تأثروا بالمشارقة في كل ما يعالجون، فهم يقولون: إنَّ ابن زيدون بحتري المغرب (٢)، وإنَّ أبا بكر الزبيدي الإشبيلي، صاحب كتاب «مختصر العين» في المغرب بمنزلة ابن دريد في المشرق (٣)، وإنَّ أبا الحسن بن بسام الشنتريني صاحب كتاب «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» قد تأثر بأبي منصور الثعالبي ونسج على منواله في كتابه: «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر» (٤). إلى غير ذلك من الأمثلة.


(١) فهرست ما رواه عن شيوخه أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي, صفحة ٣٩٥ - ٣٩٧, نشر المكتب التجاري - بيروت, وانظر ما كتبه العلَّامة حسن حسني عبد الوهاب, عن العناية بالكتاب وجمعها في إفريقيا التونسية, من القرن الثالث إلى الخامس للهجرة - مجلة المخطوطات العربية بمصر, المجلد الأول, صفحة ٧٢.
(٢) ابن زيدون: عصره وحياته وأدبة, للأستاذ علي عبد العظيم, صفحة ٥٠٨, وانظر أيضاً: الذخيرة لابن بسام - الجزء الأول من القسم الأول, صفحة ٣٢٦.
(٣) مقدمة تحقيق كتاب مختصر العين, صفحة (هـ) للأستاذين علال الفاسي ومحمد بن تاويت الطنجي, طبعة الرباط.
(٤) مقدمة تحقيق اليتيمة, صفحة ١٣, للأستاذ الشيخ محمد محيي الدَّين عبد الحميد, ومقدمة تحقيق الذخيرة, صفحة (أ, ب) , للأستاذ الدكتور طه حسين.

<<  <  ج: ص:  >  >>