فقد أُهديت إليَّ مخطوطةُ كتاب:(الصّحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور)، للأستاذ الفاضل أحمد محمود الشّوابكة أبي عبيدة حفظه الله تعالى، وكان الأستاذ ... أبو عبيدةَ قد استقصى فيه جميعَ المسائل المتعلِّقةِ بأحد عوالم الغيبِ، وهو عالم البرزخِ والقبور، فكنْتُ كلَّما قرأتُ قسْمًا من أقسامه ازددتُ إعجابًا بحُسْنِ تنسيقِهِ وإخراجِهِ، وبخاصّة أنَّه التزمَ فيه الدَّليلَ النَّقليَّ من كتابِ الله تعالى، وما صحَّ أو حَسُنَ من أحاديثِ المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، ونبَّه فيه إلى الأسانيد الضَّعيفةِ والموضوعةِ، ونقَلَ فيه بعضَ أقوالِ العلماءِ المعتبَرين، فجاءَ الكلامُ في مسائلِهِ منسجِمًا مع عقيدةِ أهل السُّنَّة والجماعةِ الَّذين وصفَهمُ الرَّسولُ - صلى الله عليه وسلم - بأنَّهم الفِرْقةُ النَّاجيةُ.
وجاءَ الكتابُ سِفْرًا جليلًا وافيًا بالمقصودِ من تأليفه، وموضِّحًا للعقائد الإسلاميَّة الصَّحيحة الَّتي من خرج عنها شذَّ إلى أودية الضَّلالِ، وَتَنَكَّبَ سَبِيلَ الْحَقِّ.
وأسألُ الله تعالى أنْ يجزيَهُ عنَّا وعن سائرِ المسلمين خيْرَ الجزاء على جهْدهِ وجَلَدِهِ وصَبْرِه وسهَرِه، ودقَّة استقصائِه، وعظيم اعتنائه، بارك الله تعالى أخانا أبا عبيدةَ، وباركَ له في أهلِهِ ومالِهِ، وفي وقته وصحَّته، وأعانه على الاستمرار في إخراج المزيد من الكُتُبِ الدُّررِ والمؤلَّفات الغُرَر، إنَّه سبحانه وليُّ التَّوفيق، والهادي