للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بَلَى، قَالَ: هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ الله لِي، قَالَ: "إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ الله أَنْ يُعَافِيَكِ" (١) فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ الله لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا.

وفيه فضل الصَّرع وثوابه، وَفِيهِ دفع الْأَمْرَاض بِالدُّعَاءِ واللّجوء إِلَى الله تعالى بصدق قصد وإخلاص نيَّة، وفيه أنَّ تلك المرأة المؤمنة صبرت على مرض الصَّرع ولم تصبر على التَّكَشُّفِ، فيا ليت نساء المؤمنين يدركْنَ اليوم ذلك!

[فضل عيادة المريض]

قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ، قِيلَ يَا رَسُولَ الله وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاهَا" (٢).

وقَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ - عز وجل - يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ " (٣).

[حكم عيادة المريض]

عيادة المريض قُرْبَة إلى الله تعالى، يستحقُّ صاحبها الثَّواب إِذَا خَلصَتْ نِيَّتُهُ

لله تعالى. وعيادة المريض وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ، لقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى

المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلامِ، وَعِيَادَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ،


(١) البخاريّ "صحيح البخاري" (ج ٧/ص ١١٦/رقم ٥٦٥٢) كِتَابُ المَرْضَى.
(٢) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٤/ص ١٩٨٩) كتابُ البِرِّ.
(٣) المرجع السّابق.

<<  <   >  >>