للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "إِنَّ المَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ إِنَّهُ يَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ حِينَ يُوَلُّونَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا، كَانَتِ الصَّلَاةُ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَكَانَ الصِّيَامُ عَنْ يَمِينِهِ، وَكَانَتِ الزَّكَاةُ عَنْ شِمَالِهِ، وَكَانَ فِعْلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَمِينِهِ، فَيَقُولُ الصِّيَامُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى عَنْ يَسَارِهِ، فَتَقُولُ الزَّكَاةُ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَتَقُولُ فعلُ الْخَيْرَاتِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالصِّلَةِ وَالمَعْرُوفِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ: مَا قِبَلِي مَدْخَلٌ، فَيُقَالُ لَهُ: اجْلِسْ فَيَجْلِسُ ... " (١) الحديث.

أتعاد إلينا أرواحنا وتردّ إلينا عقولنا قبل أن نُسأل؟

هل تُعَادُ روح الميّت إِلَى جسده فِي الْقَبْرِ عند السُّؤال؟ وهل يُسْأَلُ فِي قبره وعقله ثابت مَعَهُ، أم يَرْغَبُ عَنْهُ عقله؟

روح الميِّت تُعَادُ إليه في جسده عند السُّؤال في القبر، فقد ثبت في حديث الْبَرَاءِ - رضي الله عنه - الَّذي رواه أحمد وغيره وفيه أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ، فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ ... " (٢) الحديث.

وعقله يُردّ إليه قبل أن يُسْأَل، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما -، أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ذَكَرَ فَتَّانَيِ الْقَبْرِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه -: "أَتُرَدُّ عَلَيْنَا عُقُولُنَا يَا رَسُولَ


(١) ابن حبّان "صحيح ابن حبّان" (ج ٧/ص ٣٨٠/رقم ٣١١٣) وإسناده حسن.
(٢) أحمد "المسند" (ج ٣٠/ص ٥٠٠/رقم ١٨٥٣٤) إسناده صحيح، رجاله رجال الصَّحيح.

<<  <   >  >>