للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القسم الثاني عشر

أحكام الدفن

[دفن الميت]

تفضَّل الله تعالى على عباده أن جَعَلَ لهم مَنْ يقبرهم، ولم يجعلهم ممَّن يُلَقى بوجه الأرض كالحيوان البهيم، فيستقذر، قال تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١)} [عبس]، وقال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦)} [المرسلات].

ودفن الميِّت فَرْضُ كِفَايَةٍ إِذَا قَامَ بِهِ بَعْضُ النَّاسِ سَقَطَ عَنِ البَاقِينَ. وأخصّ النّاس بتجهيزه ودفنه وأولاهم بِهِ الْأَقْرَبُونَ، ثمّ جيرانه وأَهْل مَحَلَّتِهِ، ثمّ سائر المسلمين. ويجب دفن الميّت ولو كان كافرًا، لأمر النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بذلك: عَنْ أَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه -: "أَنَّ نَبِيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ" (١).

ما يُقال عند دخول المقابر والدعاء لأهلها

إذا جئت المقبرة، فعليك بالسَّلام على أهلها، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقُولُ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللهُمَّ، اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ" (٢).

وعنها - رضي الله عنها -، قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "قُولِي:


(١) البخاريّ "صحيح البخاري" (ج ٥/ص ٧٦/رقم ٣٩٧٦) كِتَابُ المَغَازِي.
(٢) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٢/ص ٦٦٩) كِتَابُ الْجَنَائِزِ.

<<  <   >  >>