للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما هو أعمُّ من ذلك، قَالَ - صلى الله عليه وسلم - في المَيِّت إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ: "فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشَهَّدُ بِهِ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَيَقُولُونَ: إِنَّكَ سَتَفْعَلُ" (١).

ولعلّ سؤال الميِّت الصَّلاة يكون أثناء فتنة القبر، ويفهم ذلك من سَابِقِ الْحَدِيثِ وَلَاحِقِهِ: "فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشَهَّدُ بِهِ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَيَقُولُونَ: إِنَّكَ سَتَفْعَلُ، أَخْبِرْنِي عَمَّا نَسْأَلُكُ عَنْهُ، أَرَأَيْتَكَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ مَا تَقُولُ فِيهِ، وَمَاذَا تَشَهَّدُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ الله، وَأَنَّهُ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الله، فَيُقَالُ لَهُ: عَلَى ذَلِكَ حَيِيتَ وَعَلَى ذَلِكَ مِتَّ، وَعَلَى ذَلِكَ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ الله، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا، وَمَا أَعَدَّ الله لَكَ فِيهَا، فَيَزْدَادُ غِبْطَةً وَسُرُورًا ... " (٢).

المؤمن في قبره في روضة خضراء ينوّر له فيها

إذا أجاب العبد المؤمن عن سؤال الملكين، فإنَّه في قبره في روضة خضراء، وإِنّه لَفِي غَضْراءِ عَيْشٍ وخير، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

"إِنَّ المُؤْمِنَ فِي قَبْرِهِ لَفِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَيُرْحَبُ لَهُ قَبْرُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ" (٣).


(١) ابن حبّان "صحيح ابن حبّان" (ج ٧/ص ٣٨٠/رقم ٣١١٣) إسناده حسن.
(٢) المرجع السّابق.
(٣) ابن حبّان "صحيح ابن حبّان" (ج ٧/ص ٣٩٢/رقم ٣١٢٢) إسناده حسن.

<<  <   >  >>