للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ما يدعو إذا رأى مبتلى]

أرشدنا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى ما يمنع ويدفع عنَّا البلاء النَّازل بأحد الخلق كَائِنًا مَا كَانَ، قَالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الحَمْدُ لله الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ " (١). فإذا رأيت مبتلى فاحمد الله تعالى أن عافاك، وادع بهذا الدّعاء، فمن دعا به عُوفِيَ -إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى- مِنْ ذَلِكَ الْبَلَاءِ مَا عَاشَ.

[استحباب رقية المريض]

مِنَ النَّاس مَنْ يدخل على المريض، ويجده يجود بأنفاسه، ولا يعرف هدي النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في عيادة المريض، فيسأله عن حاله، وعَمَّا فَعَلَ ... ويترك السُّنَّة بجهله، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ، قَالَ: "أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا " (٢).

وعنها - رضي الله عنها -، أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَرْقِي يَقُولُ: "امْسَحِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، بِيَدِكَ الشِّفَاءُ، لا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ" (٣).

وكان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يرقي المَرِيضَ بِالمُعَوِّذَاتِ وَالنَّفْثِ عليه، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، لِأَنَّهَا كَانَتْ


(١) التّرمذي "سنن التّرمذي" (ص ٧٨٠/رقم ٣٤٣٢) وقال أبو عيسى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وأورده الألباني في "الصّحيحة" (ج ٢/ص ١٥١/رقم ٦٠٢).
(٢) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٧/ص ١٢١/رقم ٥٦٧٥) كِتَابُ المرضى.
(٣) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٧/ص ١٣٣/رقم ٥٧٤٤) كِتَابُ الطِّبِّ.

<<  <   >  >>