للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَإِنْ أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ" (١).

فمَنْ كان آخر لفظه وخاتمة نطقه عِنْد خُرُوجِه من الدُّنْيَا لَا إِلَهَ إِلَّا الله دخل

الجنَّة، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ لَنَا مُعَاذٌ فِي مَرَضِهِ: قَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا كُنْتُ أَكْتُمُكُمُوهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ: ... "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ " (٢).

الكلمة التي يجد المؤمن لجسده وروحه رَوْحا إذا قالها عند الموت ويشرق لها لونه

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهما -، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - يَقُولُ لِطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله:

"مَا لِي أَرَاكَ قَدْ شَعِثْتَ وَاغْبَرَرْتَ مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ لَعَلَّكَ سَاءَكَ يَا طَلْحَةُ إِمَارَةُ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: مَعَاذَ الله، إِنِّي لَأَجْدَرُكُمْ أَنْ لَا أَفْعَلَ ذَاكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَا يَقُولُهَا رجلٌ عِنْدَ حَضْرَةِ المَوْتِ إِلَّا وَجَدَ رُوحهُ لَهَا رَوْحًا حِينَ تَخْرُجُ مِنْ جَسَدِهِ، وَكَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَمْ أَسْأَلْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْهَا، وَلَمْ يُخْبِرْنِي بِهَا، فَذَلِكَ الَّذِي دَخَلَنِي، قَالَ عُمَرُ: فَأَنَا أَعْلَمُهَا، قَالَ: فَلِلَّهِ الْحَمْدُ، فَمَا هِيَ؟ قَالَ: هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا لِعَمِّهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ طَلْحَةُ: صَدَقْتَ" (٣).

وفي رواية قال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كَلِمَةٌ لَا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلا فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ


(١) ابن حبّان "صحيح ابن حبّان" (ج ٧/ص ٢٧٢/رقم ٣٠٠٤) حديث صحيح.
(٢) أحمد "المسند" (ج ٣٦/ص ٣٦٣/رقم ٢٢٠٣٤) وإسناده صحيح.
(٣) أحمد "المسند" (ج ١/ص ٣١٩/رقم ١٨٧) حديث صحيح بطرقه.

<<  <   >  >>