وقد أخبر الله تعالى عن كفّار قريش كيف أنّهم أنكروا البعث والنّشور وطلبوا من النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن يأتيهم بآبائهم الموتى أحياء كآية لهم: {إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣٦)} [الدّخان].
وما زال كثير من الخلق حتَّى يومنا هذا ينكرون البعث، ويقولون ما قال أسلافهم من قبل: {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (٨١) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣)} [المؤمنون].
[الرد على منكري البعث]
وفي مواضع كثيرة جاء تقرير أمر البعث بما يزيل الشَّك، فمن ذلك الاستدلال بإحياء الأرض بعد موتها، قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١)} [ق]، أي أنّهم يخرجون من القبور كما يخرج النَّبات من الأرض.