للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَنْ أَهْلِهَا حَرَّ الْقُبُورِ" (١). والحديث فيه تحريض على صَدَقَةِ التَّطَوُّعِ، وأنّها هديّة من الحيِّ إلى الميِّت تصل إليه وينتفع بها.

[ما يلحق الميت وما يبقى معه بعد أن يلج قبره]

قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ: يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ " (٢).

[ما المقابر إلا زيارة!]

قال تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (٢)} [التّكاثر]، هذه الآية تشعرك بقصر الحياة وطول لهو الإنسان فيها، فحياة الإنسان تبدأ بالتَّكاثر وسرعان ما تنتهي به إلى المقابر، فالأمر قصير.

والآية فيها مجاز استعاريّ حيث شبَّه قصر مدَّة لبثهم في القبور بالزِّيارة،

فالمقابر لن يلبث الإنسان فيها آمادًا لا تنتهي وآبادًا لا تنقضي، وإنَّما هي زيارة، والزّائر سرعان ما يظعن ويرتحل.

والمستقرّ والمقام: الجنَّة أو النَّار، ربَّنا اجعلنا من أصحاب الجنَّة: ... {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (٢٤)} [الفرقان]، {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (٦٥) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (٦٦)} [الفرقان].


(١) الطّبراني "المعجم الكبير" (ج ١٧/ص ٢٨٦/رقم ٧٨٨) إسناد الطّبراني جيّد بالمتابعات، كذا قال الألبانيّ في "الصّحيحة" (ج ٧/ص ١٤١٢/رقم ٣٤٨٤).
(٢) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٨/ص ١٠٧/رقم ٦٥١٤) كِتَابُ الرِّقَاقِ.

<<  <   >  >>