لا نملك إجابة، ولكن في القرآن الكريم ما يشير إلى أنَّ الميِّت لا يشعر بالزَّمن إلَّا ما شاء الله تعالى له، مثل الَّذي مَرَّ على قرية وهي خاوية، فتعجَّب من قدرة الله تعالى على الإحياء، فأماته الله تعالى مائة عام ثم بعثه، فلما سئل كم لبثت؟ ظنَّ أنَّه لم يلبث إلا يومًا أو بعض يوم، قال تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ ... (٢٥٩)} [البقرة].
وأهل الكهف لم يحسّوا بالزَّمن إلَّا ما شاء الله تعالى لهم، قال تعالى: ... {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (٢٥)} [الكهف]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ... (١٩)} [الكهف].
تغبيط أهل القبور آخر الزّمان خشية ذهاب الدّين من اشتداد الفتن
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ عَلَى الْقَبْرِ فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَكَانَ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ، وَلَيْسَ بِهِ الدِّينُ إِلَّا الْبَلَاءُ"(١).
(١) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٤/ص ٢٢٣١) كتابُ الْفِتَنِ.