للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إِلَيْهِ، {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (٤٣) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (٤٤)} [المعارج]، وقال تعالى في شأنهم: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)} [القمر]، وإسناد هذا القول للكافرين فيه إشارة وبشارة إلى أنَّ المؤمنين ليس هذا حالهم، وبقدر الإيمان يكون اليسر، ويؤكّد ذلك ... قوله تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠)} [المُدَّثِّر]، وقوله تعالى: {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (٢٦)} [الفرقان].

[صفة الحشر]

النّاس ليسوا سواء في الحشر، قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦)} [مريم]، ويلاحظ أنّ الله تعالى خصّ المؤمنين بالفعل (نحشر) ولا يخفى ما به من تلطُّف، فهم يحشرون في وفود إلى الله تعالى مُكْرَمِين كما يُكرَم الوافدون على الملوك، وخصَّ المجرمين بالفعل (نسوق) ولا يخفى ما به من إشعار بهوانهم.

الأرض الّتي يحشر النّاس عليها

الأرض الّتي يُحْشَرُ النَّاسُ عليها يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضُرِبَ لها المثلُ بالخُبْزَة في استدارتها وبياضها واستوائها، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ (١)، كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ (٢)، لَيْسَ


(١) إلى حمرة.
(٢) الدَّقِيق النَّظِيف الْأَبْيَض.

<<  <   >  >>