الْكَلَامُ فِي الرُّوحِ مِمَّا يخفى ويَغْمُضُ، فالرّوح مِمَّا اسْتَأْثَرَ الله تعالى بِعِلْمِهِ، قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)} [الإسراء].
وما نعلمه أنَّ الرّوح لها أَنْوَاع مختلفة من التّعَلُّقَات بِالبَدَن، فالنُّطْفَة بعد أن تقع فِي الرَّحِمِ وتمكث أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ يُنْفَخُ فِيهَا الرُّوحُ، ثمّ تتعلّق الرّوح بالبدن يوم يخرج الإنسان من رحم أمّه إلى هذه الدَّار، وتتعلَّق به يوم يخرج منها إلى دار البرزخ، وتتعلّق به يوم البعث، فهي باقية لا تموت كما تموت الأجساد.
والَّذي يعنينا مستقرّ الأرواح بعد مفارقتها البدن إلى يوم القيامة، وفي مستقرِّها خِلَافٌ كَبِيرٌ لأهل العلم، وَلَكِنَّ الدَّلِيلَ قَائِمٌ عَلَى مَا سنذكر، وإن كانت المسألة لا تقف عنده.
فالظَّاهر أنَّ أرواح الأنبياء في خير المنازل في أَعْلَى عَلِيِّينَ، فلمّا مَرِضَ ... النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - المَرَضَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاجْعَلْنِي مَعَ الرَّفِيقِ