للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي" (١).

مسح الرّاقي وجع المريض بيده اليمنى

عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى، وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا" (٢).

هذا وليعلم الرَّاقي والمرقيّ أن وضع اليد على الوجع أثناء الرّقية ليس لخصوصيَّة في يد الرَّاقي لصلاحه وتقواه، أو لأنَّه فاضل ويده كريمة ومباركة كما يتوهّم بعضهم، لا وإنّما هو اتّباع للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.

وبعض الرّقاة من الجهلة يضع يده على المريضة، قياسًا بالطَّبيب، ولا يقاس عليه، وما وقع النَّاس في المحذور إلّا لجهلهم بالمأمور.

[رش وضوء العائد على المريض]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنهما -، قَالَ: "دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَرِيضٌ، فَتَوَضَّأَ فَصَبَّ عَلَيَّ أَوْ قَالَ: صُبُّوا عَلَيْهِ، فَعَقَلْتُ (٣) " (٤).

وهذا الحديث بَوَّبَ عَلَيْهِ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ المرضى (بَاب وُضُوءِ العَائِدِ لِلْمَرِيضِ) وبوّب عليه في كتاب الوضوء (باب صَبِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَضُوءهُ عَلَى المُغْمَى عَلَيْهِ) وفيه أنَّ وضوء العائد للمريض إذا كان مِنْ أَهْلِ الفضل المُتَّبِعِينَ لَسُنَنِ


(١) مسلم "صحيح مسلم" (ج ٤/ص ١٧٢٣) كتابُ السَّلَامِ.
(٢) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٧/ص ١٣٢/رقم ٥٧٤٣) كِتَابُ الطِّبِّ.
(٣) فأفقت من إغمائي.
(٤) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٧/ص ١٢١/رقم ٥٦٧٦) كِتَابُ المَرْضَى.

<<  <   >  >>