للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد خرّج النّسائي الحديث بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وفيه: " ... فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ، فَيَسْأَلُونَهُ: مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا، فَإِذَا قَالَ: أَمَا أَتَاكُمْ؟ قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ" (١).

فأرواح المؤمنين تلتقي بالجملة، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو - رضي الله عنهما -، عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: "إِنَّ أَرْوَاحَ المُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ، مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ" (٢).

نَتن الميّت وبلاء جسده إلا الأنبياء وَمن ألحق بهم

قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا يَأْكُلَ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ" (٣).

لكن أجساد الأنبياء لا تصبح رميمًا كسائر النَّاس، قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ... "مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلَاتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ؟ ـ يَعْنِي: وَقَدْ بَلِيتَ ـ قَالَ: إِنَّ اللهَ - عز وجل - حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ" (٤).


(١) النّسائي "سنن النّسائي" (ص ٢٩٦/رقم ١٨٣٣) صحيح.
(٢) أحمد "المسند" (ج ١١/ص ٢١٢/رقم ٦٦٣٦) إسناده حسن.
(٣) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٩/ص ٦٤/رقم ٧١٥٢) كِتَابُ الأَحْكَامِ.
(٤) أحمد "المسند" (ج ٢٦/ص ٨٤/رقم ١٦١٦٢) إسناده صحيح.

<<  <   >  >>