لكن لعلَّ الصَّبر ومنع النَّفْس من السَّخط يجعل الولد وِجَاءً لوالديه من النّار، ولعلَّ الحمد والاسترجاع يبلِّغهما بيت الحمد عند الواحد القهَّار، ولعلَّ خير الله فيما نكره أكثر من خيره فيما نحبُّ، فطب أيُّها المبتلى نفسًا وقرَّ عينًا، فالمؤمن فِي كَنَفِ الله تعالى حَيًّا وَمَيِّتًا.
[لا تفرح بموجود ولا تأس على مفقود]
اعْلَم أنَّ مَنْ يَصْحَب الدَّهْرَ - والدَّهر قُلَّب- يرى القشيب والرّثيث، والسّمين والغثيث، ويذوق السَّمين والغثَّ، ويلبس الجديد والرَّثَّ، ولا يتلبّث إلّا قليلًا ليدعو لفوات الولد خير مجيب لشكوى الحزن والبثِّ، فكلٌّ إلى الله تعالى راجع وإنْ طالت سلامته، فالموت يأخذ كلَّ حيّ، ولا يترك أحدًا لأحد.
"والدّنيا كلّها إلى شتات، وكلّ حيّ إلى ممات"(١)، وكلّ نفس إلى فوات، كان لامْرَأَة من بني عَامر بَنُون عشرَة، فَخرج تِسْعَة مِنْهُم فِي بَعْض حَاجتهم، فَأَصَابَتْهُم السَّمَاء فابتدروا كهفًا فانطبق عليهم، فَمَكَثُوا فِيهِ لَا يقدرُونَ عَلَى الْخُرُوج