للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"بِقَدْرِ سُرُورِ التَّوَاصُلِ، تَكُونُ حَسْرَةُ التَّفَاصُلِ" (١).

فإذا أُصِبْتَ بمن كان لك على المصائب معين، فاسترجع واصبر، وقل كما الله تعالى أَمَرَ، فلن يَرى الله تعالى لك ثوابًا دُونَ الْجَنَّةِ، قال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "بَخٍ بَخٍ، لَخَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدَاهُ" (٢).

والميِّت كلَّما كان نفيسًا عند أهله عظمت الرَّزِيَّةُ به، فعظم الأجْرُ وكان الجزاءُ أنفس، قال - صلى الله عليه وسلم -: "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ الله إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ" (٣).

والنّاس يتفاوتون فضلًا، فمنهم إذا مات اغتمَّ بموته الأنام، وتألَّم له الْخَاصّ وَالْعَامّ، كما قال القائل: ...

يموتُ قومٌ وَلَا يأسى لَهُم أحد ... وواحدٌ مَوته همٌّ لأقوام

وقد قبض لي ولد بعد والديّ وأخي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّي اشدد لكلِّ مُلِمَّة أزري، ولا تحبطنَّ في فرط لوعتي أجري، فلَأُوثِرَنَّ صبري فيهم ما حييت، فإنْ أمت ثَوَيْتُ وقد أبقيت حسن أثري في جميل الصَّبر ولم أعدم الأجر؛ ويا قلب تَسَلّ ولا تُحْزِنْك نائبةٌ، فالخير وَالشَّرُّ يتعاقبان تعاقب اللَّيل والنَّهار، فصبرًا عَلَى الأمر


(١) الميداني "مجمع الأمثال" (ج ١/ص ١٠٨).
(٢) أحمد "المسند" (ج ٢٤/ص ٤٣٠/رقم ١٥٦٦٢) حديث صحيح، رجاله ثقات
(٣) ابن ماجة "سنن ابن ماجة" (ج ٥/ص ١٥٩/رقم ٤٠٣١) حسن لغيره، وفي الباب عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عند أحمد (ج ٣٩/ص ٣٥/رقم ٢٣٦٢٣) وإسناده جيّد.

<<  <   >  >>