ويذهب حرّها: أنّك ترى في كلّ يوم مَنْ يوسّد في التّراب، فالعمر قصير وإلى الله تعالى المصير، قال - جل جلاله -: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (٢٨)} [آل عمران]، فلا بدَّ أن يترك العبد الدُّنيا ويرجع إلى الله تعالى، قال تعالى: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١)} [الرّوم].
ويذهب حرّها: أن تعلم بأنَّ الله تعالى سيجمع عليك شملك يوم القيامة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ... (٢١)} [الطّور]، وأنّ الله تعالى سيجمع بينك وبين من هم خير لك مِنْ ذُرِّيَّتِك، قال تعالى: ... {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)} [النّساء].
فلا تحزن وقِيْت الهمّ والغمّ؛ فإنّه راجع إلينا وصال بعد طول التَّقاطع، فلا تظنّ أنَّه لا سبيل إلى وصال، فبعد التَّنائي بيننا سيجمع الله تعالى في الجنَّة شملنا.
ويذهب حرّها: أن تعلم أنَّ الخسارة الكبيرة خسارة النَّفس والأهل يوم القيامة، حيث لا اجتماع للخاسرين أبدًا، ولهم عذاب مقيم، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١٥)} [الزّمر]، وقال تعالى: ... { ... وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ