للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ" (١).

وعنها - رضي الله عنها - أنَّها قالت: يا رَسُولَ الله إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ المَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ، فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَقَالَ: "صَدَقَتَا، إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ" (٢). قَالَتْ: فَمَا رَأَيْتُهُ، بَعْدُ فِي صَلَاةٍ إِلَّا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.

فَيُسْتَحَبُّ الدُّعاء والتَّعَوُّذ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وتلك سنَّة غائبة عند الكثير، قَالَ أبو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُو وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ" (٣). وعَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالَتِهِ: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَتَعَوَّذُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ" (٤).

ويكفي في إثبات نعيم القبر وعذابه، قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ الله يَوْمَ القِيَامَةِ" (٥).


(١) أحمد "المسند" (ج ٤٢/ص ٢٥٨/رقم ٢٥٤١٩) إسناده صحيح على شرط الشّيخين.
(٢) مسلم "صحيح مسلم" (ج ١/ص ٤١١) كِتَابُ المَسَاجِدِ.
(٣) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٢/ص ٩٩/رقم ١٣٧٧) كِتَابُ الجَنَائِزِ.
(٤) البخاري "صحيح البخاري" (ج ٨/ص ٨٠/رقم ٦٣٧٦) كِتَابُ الدَّعَوَاتِ.
(٥) البخاريّ "صحيح البخاري" (ج ٢/ص ٩٩/رقم ١٣٧٩) كِتَابُ الجَنَائِزِ.

<<  <   >  >>