طول الأعمار وقضاء الأوطار، وتحقيق الآمال والأحلام.
فما أقبلت الدُّنيا على قوم إلّا تنافسوها، فوقع بينهم لأجل ذلك التَّحاسد والتَّدابر، وقدَّموا نصيبهم من الدُّنيا على حظِّهم من الآخرة، وقاتلوا عليه، إلّا مَنْ رحم الله تعالى.
فلا تصحب الدُّنيا، ولا تأنس فيها كما أَنِس فيها الغافلون، قَال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلاَّ ذِكْرُ الله وَمَا وَالاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ"(١).
أرأيت ذَمَّ ما ألهى من الدُّنيا عن ذكر الله تعالى وأشغل عن طاعته؟ وقد أخبر الله تعالى عَنْ خُسْرَانِ مَنْ لَهَا عَنْ ذكر الله تعالى بِغَيْرِه، فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٩)} [المنافقون].
وأمَّا ما أعان على طاعة الله تعالى من الدُّنيا فليس مذمومًا، قال تعالى: ... {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (٣٧)} [النّور].