ويأتي الكلامُ على ضلالِ بعضِ الفلاسِفةِ والمتكلِّمِينَ في نفيِ علمِ اللهِ للجزئيَّات.
* عودةٌ إلى الكلامِ على استواءِ اللهِ على العَرْش:
* قَالَ ابْنُ أَبي زَيْدٍ:(عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى، وَعَلَى المُلْكِ احْتَوَى): ويجبُ إثباتُ أنَّ اللهَ استَوَى على عرشِهِ حقيقةً، وقد ذكَرَ اللهُ استواءَهُ في كتابِهِ في سبعةِ مواضعَ؛ قال تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥]، وقد تواتَرَتْ في ذلك الأحاديثُ والآثار؛ أن اللهَ:"فَوْقَ العَرْشِ".
ويُثبَتُ استواءٌ يليقُ بجلالِه، ويَتنزَّهُ عما يليقُ بالمخلوقِ؛ لأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: ١١]؛ وكان السلفُ على ذلك لا يَختلِفُونَ عليه.
ولمَّا ظهَرَتِ البدعُ الكلاميَّةُ التي أدَّت إلى إنكارِ حقيقةِ الاستواءِ وتأويلِه، ضلَّلوا مَن قال بذلك، وقد كان سُحْنُونٌ يُلقِّنُ ابنَ القصَّارِ في مرَضِ موتِهِ:"أنَّ اللهَ على العرشِ استَوَى"(١).