للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* معرِفةُ اللهِ بآياتِه الكونية:

والتفكُّرُ في آياتِ اللهِ مشروعٌ؛ فإنَّها تدُلُّ على عظيمِ صفاتِه، وحسنِ أسمائِه، وكلُّ عظيمٍ له آياتٌ، ولا أعظَمَ مِن آياتِ اللهِ ولا أكبَرَ؛ لأنَّه لا أعظَمَ مِن اللهِ ولا أكبَر، ومَن لم يَرَ آياتِ الله، ضَعُفَتْ عظمةُ اللهِ في قَلْبِه؛ لأنَّ عظمةَ الشيءِ تُعرَفُ برؤيتِهِ، أو برؤيةِ آياتِه، أو بهما.

وقد أمَرَ اللهُ بالتفكُّرِ في آياتِهِ الدالَّةِ عليه؛ حتى يَعرِفَ العبدُ عَظَمةَ اللهِ وقُوَّتَهُ وضعفَ غيرِه؛ فيَعرِفَ المستحِقَّ للتعظيمِ والعبادةِ ممَّن لا يَستحِقُّها، ففد أمَرَ اللهُ بالنظَرِ إليها، والتفكُّرِ فيها:

* فأمَرَ بالنظَرِ في السماءِ والأرضِ وما فيهما؛ فقال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: ١٠١].

* وأمَرَ بنظَرِ الإنسانِ إلى أصلِهِ؛ فقال: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: ٥].

* وأمَرَهُ أن ينظُرَ إلى مَعاشِهِ؛ فقال: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا. . .} الآياتِ [عبس: ٢٤ - ٢٥].

* وأمرَهُ بالنظَرِ في خصائصِ بعضِ المخلوقاتِ؛ فقال: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية: ١٧ - ٢٠].

* وأمَرَ اللهُ بأن يتفكَّرَ الإنسانُ في نفسِهِ؛ فقال: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: ٢١].

* سببُ الوقوع في الشِّرك:

وإنَّما وقَعَ الشركُ في الناسِ بسبَبِ جَهْلِهم بربِّهم، وعدَمِ معرِفةِ قَدْرِه؛ فقد يتوهَّمُ الإنسانُ عَظَمةَ ضعيفٍ عاجِزٍ؛ فيبذُلُ له مِن العبوديَّةِ ما يناسِبُ ما

<<  <   >  >>