للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم: مَن أنكَرَ الكِفَّتَيْنِ؛ كابنِ حَزْمٍ (١).

ورُوِيَ عن بعضِ الصحابةِ؛ كسَلْمانَ، وابنِ عَبَّاسٍ (٢)، وبعضِ التابعين؛ كالحسَنِ (٣): أنَّ له لسانًا؛ يعني: ما بين الكِفَّتَيْنِ مما يبيِّنُ الرجحانَ، واللهُ أعلَمُ بِصِفَتِه.

* صحائفُ الأعمال، وكيفيَّةُ استلامِها يومَ القيامة:

* قَالَ ابْنُ أَبي زَيْدٍ: (وَيُؤتَوْنَ صَحَائِفَهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ؛ فـ: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق: ٧ - ٨]، وَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (فِي "الجامع": بِشِمَالِهِ) (٤) فَأُولَئِكَ يَصْلَوْنَ سَعِيرَا):

يكتُبُ الملائكةُ ما يعمَلُهُ العِبادُ مِن حسَناتٍ وسيِّئات، ويُحصُونَ عليهم ذلك في كتاب؛ حتى يرى العبدُ ما كُتِبَ عليه يومَ القيامةِ بعَيْنِه، وَيقرَأَهُ؛ سواءٌ كان قارِئًا في الدنيا، أو لم يكن قارئًا؛ قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (١٣) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: ١٣ - ١٤]، وطائِرُهُ: عمَلُهُ؛ قاله ابنُ عبَّاسٍ وغيرُه (٥).

والمؤمِنُ يُؤتَى كتابَهُ بيمينِهِ إكرامًا وبشارةً له؛ فهذا ظاهِرٌ؛ حيثُ إنَّه يبشَّرُ بكتابِه، ويريدُ أن يقرأَهُ الناسُ معه؛ لِمَا بُشِّرَ بما فيه مِن خيرٍ؛ كما قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} [الحاقة: ١٩].


(١) "الفصل في الملل والنحل" (٤/ ٥٥).
(٢) "شعب الإيمان" (٢٧٨).
(٣) "مسائل حرب" (١٧٤٧)، و"شرح أصول الاعتقاد" (٢٢١٠).
(٤) "الجامع" (ص ١١٢).
(٥) "تفسير عبد الرزاق" (١/ ٣٧٤)، و"تفسير ابن جرير" (١٤/ ٥١٩ و ٥٢٠ و ٥٢٣ و ٥٢٤).

<<  <   >  >>