للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على النصرةِ؛ فقال: "أَنْفَقَ وَقَاتَلَ"، وكلما كان إسلامُ الصحابيِّ في زمَنٍ أشَدَّ مِن غيرِه، كان أفضَلَ منه، ولما كانت حالُ المهاجِرِينَ أشَدَّ مِن الأنصار، فُضِّلُوا عليهم، ولم يكنْ في المهاجِرِينَ نفاقٌ؛ كما قاله أحمَدُ فيما نقَلَهُ عنه المَرُّوذِيّ (١).

وقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: ١٠٠].

ومِن هذا: كان فضلُ مَن شَهِدَ بَدْرًا على مَن شَهِدَ أُحُدًا فقطْ، ومَن بايَعَ تحتَ الشجرةِ على مَن لم يُبايِعْ؛ لتحقُّقِ النصرةِ في هذه المواقِفِ مع الإيمان؛ قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: ١٨].

* الوقوعُ في الصَّحَابةِ:

حُبُّ الصحابةِ وتوقيرُهم: مِن أعظَمِ القُرُباتِ؛ لأنَّه مِن تعظيمِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- تعظيمُ أصحابِه، ومِن إجلالِ اللهِ إجلالُ أصحابِ نبيِّه:

فعن عبد اللهِ بنِ مغفَّلٍ المُزَنيِّ؛ قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي! اللهَ اللهَ فِي أَصْحَابِي! لَا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي؛ فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبِّهُمْ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ، وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَمَنْ آذَى اللهَ فَيُوشِكُ أنْ يَأْخُذَهُ) (٢).

وقال أحمدُ بن حنبل: "فحُبُّهُمْ سُنَّة، والدُّعَاءُ لهم قُرْبَة، والاقتداءُ


(١) "مجموع الفتاوى" (٧/ ٢٠١).
(٢) "الترمذي (٣٨٦٢).

<<  <   >  >>