للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَعَصَتْ هِيَ الَّتِي تُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ لِتُجَازَى، وَالجُلُودُ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا هِيَ الَّتِي تَشْهَدُ، وَالأَلْسِنَةُ وَالأَيْدِي وَالأَرْجُلُ هِيَ الَّتِي تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ تَشْهَدُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ" (١).

ومَن كفَرَ مِن الدهريِّينَ ممَّن يُؤمِنُ بالخلق، لم يكفُرْ بالبعثِ إلا بأنَّ الله يُعِيدُ ذاتَهُ كما هي؛ فهو يُحِيلُ هذا، وأمَّا خلقُ غيرِهِ مِن جديدٍ، فهو يُؤمِنُ بأنَّ اللهَ هو الذي خلَقَهُ وأوجَدَهُ، ومع ذلك ضَلُّوا وكفَرُوا.

* أشراطُ الساعةِ:

ويجبُ الإيمانُ بما قبلَ الساعة مِن علَاماتٍ وأماراتٍ وأشراط؛ قال تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: ١٨]، وما جاء في الكتابِ والسُّنَّةِ في ذلك كثيرٌ؛ كخروجِ الدَّجَّال، والدابَّة، ويأجوجَ ومأجوجَ، ونزولِ عيسى، وخروجِ الشمسِ مِن مَغْرِبِها.

وللساعةِ أشراطٌ كبرى وصغرى، وعامَّةُ الصغرى سابقةٌ للكبرى، ومنها ما يدخُلُ فيها، والأحاديثُ في هذا البابِ كثيرةٌ؛ منها الصحيحُ المتواتِرُ، ومنها دُونَ ذلك، ومنها الضعيفُ يسيرُ الضعف، يُستأْنَسُ به ولا يُجزَمُ به، ومنها الواهي والمطروحُ والمكذوبُ؛ وهذا مما لا يجوزُ روايتُهُ إلا لبيانِ نَكَارَتِه.

* تنزيلُ أشْراطِ الساعةِ عَلَى الواقعِ:

ولا يجوزُ تركُ الأوامرِ الشرعيَّةِ الظاهِرةِ؛ لأجلِ ظَنٍّ في أنَّ نازِلةً أو شخصًا هو المقصودُ في حديثٍ يَسبِقُ الساعةَ؛ لأنَّ الأوامِرَ قطعيَّةٌ، وتطبيقُ أشراطِ الساعةِ على الحوادثِ والأشخاصِ ظَنِّيٌّ؛ فلا يُترَكُ قطعيٌّ


(١) "الجامع" (ص ١١٢).

<<  <   >  >>