كتاب المغربية في شرح العقيدة القيروانية

زيادة الايمان ونقصانه - ص: 225

ذلك عن معاذٍ (١)، وأبي هُرَيْرة (٢)، وابنِ عبَّاسٍ (٣)، وجُنْدُبٍ (٤)، وعُمَيْرِ بنِ حَبِيبٍ (٥)، وسعيدِ بنِ جُبَيْرٍ (٦)؛ قال يحيى بن سعيدٍ القَطَّانُ: "ما أدرَكْتُ أحدًا مِن أصحابِنا إلا على سُنَّتِنا في الإيمانِ، ويقولونَ: الإيمانُ يزيدُ وينقُصُ" (٧).

وقد حكَى الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ؛ كعبدِ الرزَّاقِ (٨)، وأحمدَ (٩)، والبخاريِّ (١٠)، وأبي حاتمٍ (١١)، وأبي زُرْعةَ (١٢)، وأبي عُبَيْدٍ (١٣)، وابنِ عبد البَرِّ (١٤)، وغيرِهم (١٥)، ولصراحةِ الأدلَّةِ على ذلك من الكِتاب والسُّنةِ جَزَم بعضُ أصحابِ مالكٍ بكفرِ منكِر زيادة الإيمان ونقصانِه؛ كأبي مُصعَبٍ أحمدَ بنِ أبي بكرٍ فقيهِ المدينة (١٦).

والإيمانُ كما يزيدُ بالطاعة، فإنَّه ينقُصُ بتَرْكِها، ولو لم يكنِ التركُ حرامًا؛ كما في الخَبَرِ في الحائِضِ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِهَا؟ قَالَ: (تَمْكُثُ كَذَا

---

(١) علَّقه البخاري (١/ ١١) عن معاذ قال: "اجلِسْ بنا نُؤمِنْ ساعةَ".
(٢) "السُّنَّة" للخلال (١١١٨)، و"شرح أصول الاعتقاد" (١٧١١).
(٣) ابن ماجه (٧٤)، واللالكائي (١٧١٢) عن ابن عباس وأبي هريرة.
(٤) "الإبانة" لابن بطة (١١٣٦/ كتاب الإيمان)، و "شرح أصول الاعتقاد" (١٧١٥).
(٥) ابن أبي شيبة (٣٠٩٦٣)، وعبد الله في "السُّنَّة" (٦٢٤ و ٦٢٥ و ٦٨٠).
(٦) "الإبانة" (١١١٧/ كتاب الإيمان).
(٧) "مسائل أحمد؛ رواية ابن هانئ" (١٨٩٨).
(٨) "شرح أصول الاعتقاد" (١٧٣٧)، و"الاستذكار" (٢٦/ ١٣٤).
(٩) "طبقات الحنابلة" (١/ ٣٤٩ - ٣٥٠)، و"مناقب أحمد" لابن الجوزي (ص ١٧٢).
(١٠) "شرح أصول الاعتقاد" (٣٢٠)، وليس فيه لفظة: يزيد وينقص. وانظر: "فتح الباري" (١/ ٤٧).
(١١) "شرح أصول الاعتقاد" (٣٢١).
(١٢) الموضع السابق.
(١٣) "الإبانة" (١١١٧/ كتاب الإيمان).
(١٤) "التمهيد" (٩/ ٢٣٨).
(١٥) كالفسوي، والطبري، وأبي الحسن الأشعري. انظر: "صريح السُّنَّة" (٢٧)، و"رسالة إلى أهل الثغر" (ص ٢٧٢)، و"شرح أصول الاعتقاد" (١٧٥٣).
(١٦) ترتيب المدارك" (١/ ١٨٨).