للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الخطيب (١): طاف شرفًا وغربًا استوطن بغداد وصنف المسند والسنن وغيرهما، وكان فقيهًا عالمًا حافظًا (٢)، وكان قوي النفس لا يذل نفسه أراد علي بن عيسي (٣) الوزير أن يصالح بينه وبين ابن صاعد (٤) فجمعهما فقال: يا أبا بكر أبو محمد أكبر منك فلو قمت إليه قال لا أفعل، فقال الوزير أنت شيخ زيف، قال الشيخ الزيف الكذاب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال الوزير: من الكذاب؟ قال: هذا، ثم قام وقال: تتوهم أني أذل لك لأجل رزقي وإنه يصل على يدك، واللَّه لا أخذت من يدك شيئا.

قال: فكان الخليفة المقتدر (٥) يزن رزقه بيده ويبعث إليه في طبق على يد الخادم (٦).


(١) الخطيب: أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد أبو بكر البغدادي من كبار العلماء بالحديث والفقه له مصنفات كثيرة منها تاريخ بغداد، وشرف أصحاب الحديث، والكفاية في علم الرواية وغيرها، توفي سنة ٤٦٣ هـ.
سير أعلام النبلاء (١٨/ ٢٧٠).
(٢) تاريخ بغداد (٩/ ٤٦٤).
(٣) علي بن عيسى بن لاود بن الجراح أبو الحسن وزير المقتدر باللَّه والقاهر باللَّه كان صدوقًا دينًا فاضلًا عفيفًا في ولايته محمودًا في وزارته، توفي سنة ٣٣٤ هـ.
تاريخ بغداد (١١/ ١٤).
(٤) تقدم (١/ ١٠٥).
(٥) المقتدر: جعفر بن المعتضد باللَّه أحمد بن أبي أحمد طلحة ابن المتوكل على اللَّه الهاشمي البغدادي الخليفة العباسي أبو الفضل مات سنة ٣٢٠.
سير أعلام النبلاء (١٥/ ٤٣).
(٦) انظر: النص في سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>